جولات افتراضية

يَعرض مُتحف سجون داعش في هذه الصفحة مجموعة جولات ثُلاثيّة الأبعاد (3D) في سجون تنظيم الدّولة الإسلامية (داعش)، في العراق وسوريا.
صُوِّرت هذه الجولات في مراحل زمنيّة مُختلفة، بِدءاً من العام 2017، بواسِطَة كاميرات 360 درجة، ثم وظّف الفريق التقني كلّ اللقطات المُسَجَّلة لإنتاج جولات ثلاثية الأبعاد، تُمَكِّن الزائرَ من التنقّل داخل هذه السجون واستكشاف معالمها وتفاصيلها.

كان الهدف من تَصوير هذه الجولات هو توثيق المَواقِع التي ارتَكب فيها التَّنظيم أَبرز جرائمِه، والوصول إلى ما تحويه من أدلّة قد تُسهِم في كَشْف مصير الضّحايا والمُعتقلين مِمَّنْ لا يزالون حتى اليوم في عِداد المفقودين، وتَحْديد هُويّات الجُناة وعناصر التنظيم وسَجَّانيه.

وَثَّق فريق المُتحف الأسماءَ التي كَتَبها المعتقَلون السابقون على جدران عشرات السجون، وحفظَ ما وجدَه مِنْ وثائق تَرَكَها عناصرُ داعش عندَ رحيلهم. لكن تعذّر على الفريق تصويرُ وتَوْثيق سجون أخرى، إمّا بسبب تَغيُّر معالمِها وتَهَدُّمِها في المعارك مع التنظيم، وإما لأنها رُمِّمت بسرعة وأُعيد استعمالها.

بعدَ تصويرِ الجولات وَجَمْع الأَدِلّة والوثائق المتوفِّرة عن كلِّ سجن، سجَّلَت الفرق الميدانية التابعةُ للمتحف مئات المقابلات مع شهود من المُعْتَقَلين والمُعتَقَلات السابقين، رَوَوْا فيها تجاربَهم في كل فُسْحةٍ وغرفة، وهو ما ساعَدَ الفريق التقنيّ على تكوينِ صورة كاملةٍ عن السّجن، وتَشْكيل تَصوّر دقيقٍ لاستعمالاته والتعديلات التي طرأت عليه. كما التَقى أعضاءُ الفرق الميدانيّة عناصِر وسجّانين سابقين مِنَ التنظيم، مِمَّنْ يقبعون في السجون أو يَخْضعون للمحاكمة في مناطق مختلفة، وذلك بُغْيَةَ الحصول على إجابات ومعلومات لم تتوفَّر في شهادات المُعتَقَلين السَّابِقين.

لاحقاً صوّر فريقُ المُتْحَف السّجونَ بكاميرات دْرُون (Drone)، واستعان بِصُوَرِ الأَقْمار الصّناعيّة، لإعادَة بنائِها في سِياقِ البيئة المُحيطَة وَلِدَمْجها بأشْرِطة الجَولات.

من ناحيةٍ أُخرى عَمِل فريقٌ من المُحقّقين والمُتخصّصين على دراسة المعلومات عن كل سجن، وعلى مُقاطَعة الأدلّة والشَّهادات، وذلك لتكوين تَصَوُّر عمّا كانت عليه الحياة داخل هذه السجون، وتحليل الغُرف والقاعات والممرّات والمَراِفق، وتحديد وُجْهات استعمالها، ثم عمل فريق من المُصَمِّمين والمهندسين على تجسيدها تقنياً.

وثق مُتْحف سجون داعش أكثر من 100 سجن للتّنظيم حتّى اليوم، وأنتج جولات مصوَّرَة لعشرات المواقع الأخرى، كالمقابر الجماعية والمدن والقرى التي ارْتَكَب التنظيمُ انتهاكاتٍ واسعة فيها. استغرق العمل على بعض تلك الجولات سنوات من البَحث والتقصّي، ولا يزال المتحفُ يعمل حتّى اليوم على استِكشاف وتوثيق وتحليل سجون أُخرى.