متحف رقمي تفاعلي، يؤرخ ويوثق جرائم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). يقدم معارض تفاعلية، وجولات افتراضية، وتحقيقات، وشهادات، في محاولة للكشف عن مصير المغيبين قسراً وتكريم الضحايا ودعم جهود تحقيق العدالة.

اختصر مبنى الملعب البلدي كثيراً من التحولات التي عاشتها الرقة. فالبعض من أبناء المدينة دخلوه أطفالاً في بداية التسعينات للتدرب على رياضات الكاراتيه والملاكمة وكرة القدم، وعادوا إليه معتقلين، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عليه عام 2013، وتحويله إلى سجن أمني غيب المئات من أبناء المدينة، وعٌرف بـ “سجن النقطة 11” أو “سجن الملعب الأسود”.

في هذا الملف يُقدم “متحف سجون داعش” للزائر جولة مرئية ثلاثية الأبعاد ضمن سجن الملعب تمكنه من التجول في غرف السجن الـ 46، ومشاهدة آثار التغيرات التي أحدثها التنظيم في المكان وذكريات السجناء على الجدران.

يضم الملف أيضاً تحقيقاً مطولاً يستعرض التحولات التي لحقت بملعب الرقة البلدي، ويتعمق في بنيته الداخلية كسجن في زمن “داعش”، ودوره ضمن الجهاز الأمني للتنظيم، ويدرس طبيعية الانتهاكات ومستوى التعذيب الذي مورس داخله. إلى جانب تحقيق عن طبيعة وأشكال المقاومة المدنية التي أبداها أهالي المدينة ضد انتهاكات التنظيم وفي مواجهة طابعه الدموي.

نعرض في الملف 11 شهادة موثقة لمعتقلين سابقين في هذا السجن، إضافة لتقرير مبني على شهادة حصرية من أحد موظفي السجن السابقين.

الملف استند إلى مئات الوثائق والصور والشهادات الموثقة والمسجلة في أرشيف “متحف سجون داعش” والتي شكلت القاعدة لدراسة عميقة وفهم شامل لأحد أخطر سجون تنظيم الدولة في الرقة.

جولة ثلاثية الأبعاد

التحقيقات

يتضمن هذا الملف تحقيقين اثنين، أولهما يحمل اسم “سجن النقطة 11: كيف تحوّل ملعب الرقّة البلديّ إلى أخطر سجون داعش”، يعالج عدداً من المحاور أبرزها تأسيس الملعب البلدي في الرقّة ودوره المحوري بوصفه المنشأة الرياضية الأبرز في المدينة. ثمّ ينتقل التحقيق ليوضح كيف تحوّل الملعب إلى مسرح لصراع الفصائل الجهادية التي سيطرت عليه بدءاً من العام 2013 وحوّلته إلى مكتب إعلامي ثم سجن تابعاً للهيئة الشرعية، وقد اعتُقِل فيه عدد من نشطاء المدينة. ينتقل التحقيق بعد ذلك إلى تغطية سنوات سيطرة التنظيم على الملعب، وهي الحقبة التي تأخذ الجزء الأكبر التحليل، ونظراً إلى خطورة السجن في تلك الفترة من جهة، وإلى احتوائه جهازين أمنيين في المبنى الواحد. وقد هدفت هذه المادّة إلى استكشاف علاقة هذين الجهازين فيما بينهما، وإلى فهم تراتبيّة القيادات الهرميّة في السجن إلى جانب تقديم صورة عن ظروف المعتقلين فيه وفهم الدور المحوريّ الذي لعبه مركز الملعب كقاعدة عمليات للتنظيم. وقد أُنجِز هذا التحقيق بعد تحليل عشرات الشهادات المرئيّة والمسموعة التي جمعها المتحف إلى جانب اعتماد مصادر مفتوحة أخرى تضبط إطار الأحداث زمنيّاً وتدعم إفادات الشهود.

أما تحقيق “الرقّة في طيف داعش: تحولات الصراع والمقاومة المدنيّة” فيركز على المناخ الذي ساد مدينة الرقّة خارج أسوار الملعب في تلك الحقبة، ويضيء على أشكال المقاومة المدنية التي ظهرت في المدينة، إلى جانب دراسة الدور الذي لعبه ما يُعرف بـ”المجلس المحلي للمحافظة” على المستوى الموازي من العمل المدني فيها. وقد أُنجِز إعداد التقرير بعد تحليل مجموعة كبيرة من الوثائق المصورة المحفوظة في أرشيف “متحف سجون داعش”، وبعد جمع شهادات أكثر من عشرة ناشطين مدنيين وعاملين في المجلس المحلي للرقة سابقاً، ومن العسكريين والمطّلعين على الشأن العسكري في المدينة، بالإضافة إلى تحليل معلومات المصادر المفتوحة والتسجيلات المرئية المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

الوثائق الأمنية

دخل فريقنا سجن الملعب البلدي (النقطة 11) أوّل مرّة في العام 2017. وهناك عثرنا على مئات الوثائق التي تركها عناصر التنظيم عند انسحابهم.

تتضمن الوثائق التي احتفظنا بها وأرشفناها في “متحف سجون داعش” مذكرات اعتقال وتوقيف أو تحويل بين سجون التنظيم، أصدرت بحق مواطنين من أبناء الرقة، إضافة إلى إفادات وشهادات حول قضايا تتعلق بمدنيين أو عناصر للتنظيم، وبطاقات أمنية.
في هذا القسم نعرض قسماً من تلك الوثائق باللغتين العربية والإنكليزية، ونحاول أن نفصّل في الشرح المرفق محتويات كل وثيقة وسبب استخدامها، والجهة المسؤولة عن إصدارها.

عمدنا إلى إخفاء الأسماء الصريحة للمدنيين ضمن الوثائق، وأي معلومات تدل على هويتهم، كالعناوين والبصمات، التزاماً بالمعايير المهنية والأخلاقية للمتحف في حفظ خصوصية المدنيين والضحايا، فيما أبقينا على ألقاب وأدوار السجانين وعناصر داعش ظاهرة، كونها لا تكشف هويتهم الحقيقة.

استندنا إلى وثائق سجن الملعب، في تعزيز الفهم لهيكلية الجهاز الأمني التابع لتنظيم الدولة في الرقة، وتكوين صورة عن طبيعة المعاملات التي حكمت العلاقات بين إداراته، ومستوى العنف في الأحكام الصادرة، ومستنداتها وفتاويها وطريقة تطبيقها.

الوثائق: سجن الملعب

الشهود

نعرض في هذا القسم شهادات مصورة مع 11 (أحد عشر) معتقلاً في سجن الملعب (النقطة 11) بين العامين 2014 و2016، سجلها فريقنا في مدينة الرقّة بين العامين2021 و 2024 في سياق العمل على دراسة وتوثيق السجن.
وبما أنّ سجن الملعب كان سجناً أمنيّاً فقد كان المعتقلون فيه من النشطاء السياسيّين والمدنيّين، البعض منهم سجنوا لامتلاكهم حساب إنترنت أو لاتهامهم بالتخابر ضد التنظيم أو القتال ضدّه.

نُظِِّمت هذه المقابلات بحيث تغطي عدداً من المحاور، مثل أسباب وملابسات الاعتقال، مجريات التحقيق والتعذيب، إلى جانب حياة السجناء اليومية وظروف النظافة والصحة والطعام. وبما أنّ سجن الملعب شهد قصفاً وحالات هرب متكرّرة فقد غطّت الشهادات هذه الأحداث أيضاً لتُبيِّن التحولات التي شهدها المبنى في مختلف المراحل الزمنية منذ تأسيسه وحتى نقل المعتقلين منه.
صوّر الجزء الأكبر من هذه المقابلات ميدانيّاً داخل قبو سجن الملعب (مقر السجن)، فالكاميرا تجوّلت مع الشهود في زواياه المختلفة لكشف عوالمه وفهم وُجهات استعمال عدد كبير من قاعاته. لكن لاحقاً، وبسبب بعض الصعوبات في الحصول على موافقات لإستكمال أعمال التصوير داخل المبنى جرى التصوير مع بقيّة الشهود في استديو خاص، وقد تكلّموا فيما كانت تُعرَض أمامهم، على شاشة لابتوب، الجولة الافتراضية في المبنى. تكشف الشهادات الموثّقة الأعمار الشابة للمعتقلين في الملعب، فبعضهم كانوا أولاداً صغاراً أو مراهقين عند اعتقالهم فيه. ومن جهة أخرى اشتملت المقابلات التي أجريت معهم على تفاصيل قاسية حول مشاهداتهم في السجن والتعذيب الشديد الذي تعرضوا له. أخيراً تجدر الإشارة إلى أن فريق المتحف حصل على موافقات موقَّعة من جميع الشهود على استعمال وعرض شهاداتهم المصّورة، وقد حرص على عرضها بعد إخضاعها للحدّ الأدنى من عمليات المونتاج، مع إفساح المجال الكافي أمامهم لسرد شهاداتهم من دون اقتطاع أو توجيه.

مقابلة مع سجان