Testimony

نشوان محمد كامل

المدينة: الموصل
تاريخ الولادة: 1973
عدد مرات الاعتقال: مرّة واحدة (عند تنظيم الدولة)
تاريخ الاعتقال: 2 آب/أغسطس 2014
مدة الاعتقال: خمسة وأربعون يوماً
أماكن الاعتقال: سجن دار الضيافة، سجن الأحداث، الموصل

نشوان محمد كامل عامل صباغة، اعتقله تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش” عام 2014، بتهمة السرقة والمشاركة في محاربته، بعد أبلغ عنه صديق له يُدعى صفوان، كان معتقلاً في إحدى سجون التنظيم.

في التحقيق الأوّل تمكّن نشوان من إثبات براءته وأُفرِج عنه. لكن صديقه نقل إلى نقطة أمنيّة أخرى للتنظيم في حيّ فلاح في الموصل، فعاد واتّهمه، ليتم استدعاؤه مجدّداً.

يقول نشوان إنهم في هذه المرّة غطّوا عينيه وكبّلوا يديه وشرعوا فوراً في تعذيبه بالضرب والصعق الكهربائيّ، دون إفساح المجال لأي نقاش. أخذوا كلمة سرّ الهاتف وفتحوه ودقّقوا فيه ولم يجدوا شيئاً، فعادوا يسألونه عن طبيعة علاقته بصفوان.

يتحدّث نشوان عن الأذى الذي عاناه نتيجة التعذيب الذي تعرّض له في هذه النقطة الأمنيّة، حتّى أنّه أُغمي عليه مرّتين. 

نقل نشوان لاحقاً إلى سجن الأحداث هذا، حيث خضع للتحقيق مرة أخرى، وطُرحت عليه الأسئلة نفسها، ويقول الشاهد إنهم حقّقوا معه هنا أربع مرّات، وفي كلّ مرّة كان يُعاد إلى الزنزانة محمولاً ببطّانيّة فاقد الوعي جرّاء التعذيب. 

كانوا يحاولون إجباره على الاعتراف بما لم يفعله، مستخدمين أساليب تعذيب قاسية، كالضرب الشديد والصعق بالكهرباء والتعليق بالسقف وشدّ اليدين بالعصا إلى الوراء، ويؤكّد أنّهم كانوا يصوّرونه ويسجّلون هذه الجلسات، كما هددوه بالإعدام.

يذكر نشوان أنّ المسؤول عن التحقيق كان عراقيّاً، والباقون أجانب، وفي سجن الأحداث كان السجّانون والأمير والمسؤولون كلّهم عرب من عدّة نواحي في العراق. ويؤكّد أنّهم عندما انتهوا من التحقيقات معه عرضوا عليه الانتماء إلى التنظيم والتعامل معهم، لكنه رفض.

يقول نشوان إنّ قاعته احتوت نحو 150 معتقلاً من أعمار متفاوتة، بعضهم من المذهب السني وآخرون من الشيعة، ومنهم ضباط شرطة وجيش، إضافة إلى آخرين من “النقشبنديّة” و”الجيش الإسلاميّ”، وإضافة إلى محامين وموظفين أُعدِموا جميعاً تقريباً، إذ كانت تأتي مفرزة الإعدام ليلاً وتقود أحدهم لقتله في الحفرة المعروفة بالـ”خسفة”.

يتحدّث نشوان في شهادته هذه عن يوميّاته في سجن الأحداث، يروي كيف كان يعيش مع غيره من المعتقلين في حالة رعبٍ وخوف من الإعدام والموت، وتوجس من وجود مخبرين بينهم، وكيف قضوا وقتهم في قراءة القرآن والصلاة.

ويصف الشاهد الازدحام عند المرافق الصحّية، وقت الصلاة خصوصاً، ويؤكّد أن المياه توفرت في المراحيض والحمامات ذات الروائح الكريهة. ويقول إن الاستحمام لم يكن يومياً، وكان دوريّاً وقد توفرّ لهم الصابون فقط مع سائل لتعقيم المكان.

أما عن خروجه، فيذكر في شهادته، بالتفصيل، دقائق ما حدث ليلة قُصِف السجن مع الفجر، حين قُتِل أغلب من كانوا معه في القاعة لكنه نجا مع بعض المعتقلين، فخرجوا من فتحة كان يتسرّب منها الضوء. ويروي كيف نُقلوا من هناك إلى سجن “دار الضيافة” ومنه إلى سجن “القائمقاميّة”، حيث قابلوا القاضي مرّة أخيرة وأُطلِق سراحهم.

يحكي نشوان بأسف عن والده الذي أصيب بجلطة قلبية ومات، إذ ظنّ الجميع أنه أُعدِم أو مات في القصف كما نُمِي إليهم. ويصف شعوره بعد خروجه، إذ كره الحياة، وأراد العمل سرّاً لمقاتلة التنظيم ثم تراجع خوفاً، واستمر في عمله من أجل عائلته.