المدينة: | الموصل |
تاريخ الولادة: | 1970 |
عدد مرات الاعتقال: | مرة واحدة |
أماكن الاعتقال: | سجن الأحداث، سجن القائمقاميّة |
تاريخ الاعتقال | 2014 |
نايف أحمد حسن حمدون رجل متزوّج وله خمسة صبيان وبنت وحيدة. عمل موظّفاً قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش” على الموصل، وعاد إلى الوظيفة بعدها.
يروي نايف قصّة اعتقاله عام 2014، لأنه دافع عن أفراد الشرطة ونسائهم، على اعتبار أنّ أبا بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة حينها، قد عفا عنهم، كما انتقد التنظيم أمام شخصٍ، فوشى به، وقد شاركه في الوشاية شقيق نايف نفسه.
يقول نايف إنه أخذ إلى سجن في منطقة حمام العليل في الموصل أولاً، حيث بقي حتى المغرب، وخضع لتحقيق بسيط نُقِل بعده إلى سجن الأحداث. اللافت، أنّ شقيقٌ له وابن أحد أشقائه كانا بين العناصر الذين أخذوه.
في أثناء دخوله قاعة سجن الأحداث، سمع أصوات نساء، كما شاهد معتقلين يتعرَّضون للتعذيب. ويسمّي الشاهد بعض المعتقلين ويُعدّد تهمهم، منهم مَنْ كان مرشّحاً في الانتخابات، ومنهم من كان صحفيّاً أو إعلامياً، أو مصمّماً في جريدة، أو اتُّهم بأنه مُخبر لصالح الحكومة وأجهزتها، بينما صادف معتقلاً لعمل أبنائه في الشرطة العراقية.
يحاول نايف أن يتذكّر أبعاد القاعة موضحاً أنّ المغاسل كانت في وسطها، ويصف حالة الرعب التي عاشوها حين كان يدخل أحد العناصر ومعه فأس. ويقول إن السجانين كانوا يدخلون ليلاً بلباس صحراوي مموَّه، يكبّلون عدداً من المعتقلين ويأخذونهم، ثمّ يعودون بأكثر منهم.
بحسب شهادة نايف تناوب اثنان من العناصر على سوق المعتقلين ليلاً، بينما تواجد آخر بشكل دائم، وبحسب وصفه، كان قصير القامة، واسمه “أبو برزان”، وكان يتشدّد في التحقيق ويعذب السجناء، كما اختلق مرّة قصة محاولة هروبهم من المهجج ليعاقب الجميع ويرهبهم.
أما عن التحقيق فقد شهد نايف أساليب مرعبة لسحب الاعترافات مورست على بعض المعتقلين، لكنه لم يشهد حالات قتل تحت التعذيب، أو إعدام، بل سمع بها من غيره، وعلم أنّ بعض من أُخذوا للتحقيق لم يعودوا. ويذكر أنّه كان يسمع ليلاً أصوات آلات التعذيب، مثل صوت جنزير “البالنغو” عندما يرفعون السجناء في الهواء.
وعن الطعام يقول الشاهد إنه كان سيّئا، يصِلهم بارداً، وهو عموماً أرزّ ومرق، وللفطور خبز الصمّون وجبن. وبالنسبة للمرافق الصحية اشترك، بحسب الشاهد، حوالي 150 سجيناً، في مرحاضين، وبالتالي كان الازدحام كبيراً عند الدخول إليهما بالدور.
أما الاستحمام فلم يكن ممكناً إذ قفلت صالة الحمام. بينما اقتصرت العناية الطبّية على وجود مضمّد يحاول معالجة المرضى من دون أدوية.
يصف نايف في شهادته هذه ليلة قصف السجن، حين دُمّرت القاعة المجاورة لقاعته، ومات فيها حوالي 50 شخصاً كما قيل، وتضّررت قاعتهم لكنهم لم يتأذوا، بل وجدوا أنفسهم بين الغبار والدخان، عاجزين عن الخروج لأن الباب كان مقفلاً بإحكام.
في اليوم التالي نقل نايف مع الناجين من المعتقلين إلى سجنٍ آخر، في مركز المخابرات القديم. تعرَضوا هناك للشتم والضرب بشكل مؤذٍ، ثم نُقلوا إلى سجن “القائمقاميّة”، وهناك عُرِض على القاضي الذي سأله إن كان يراجع المخابرات، وعن عقيد من أبناء قريته، وطلب منه وعداً أن يبايع أحد أبنائه التنظيم.
أطلق سراح نايف على أساس المقايضة، وبعد أن فرض عليه أن يسلم بندقية أو يدفع غرامة، فدفعها وخرج، ليهرب لاحقاً مع أولاده خارج الموصل.