المدينة: | الكشكيّة |
تاريخ الولادة: | 1988 |
عدد مرات الاعتقال: | مرة واحدة |
مدّة الاعتقال: | 35 يوماً |
مكان الاعتقال: | سجن كتيبة البتار/ الحاوي |
تاريخ الاعتقال: | 2015 |
مروّح أحمد الجاسم، خريج كلية التربية قسم رياض الأطفال، تعرّض للاعتقال على أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أوائل العام 2015، بعد اقتحام منزله في الشعيطات، والذي كان قد عاد إليه بعد نزوحٍ دامَ أشهراً.
تسبّب ظهور مروّح في شريط فيديو- حصل عليه التنظيم- باعتقاله، حيث كان في مستشفى خلف العليان ضمن مجموعة من المتطوعين الذين أسعفوا مقاتلي عشيرة الشعيطات، بعد معاركهم مع التنظيم.
يروي مروّح كيف أُدخِل إلى سجن كتيبة البتار في منطقة الحاوي معصوب العينين، واحتُجز في قاعةٍ مع حوالي عشرين سجيناً. لافتاً إلى أن السجن مؤلف من طابقين ومجموعة من الغرف والقاعات التي خُصّص كلٌ منها لوظيفة معينة.
يقول الشاهد إنه خضع للتحقيق بعد أيام من توقيفه، وقد ترافق ذلك مع الضرب لإجباره على الاعتراف بتهمتين، الأولى المشاركة في القتال مع أبناء الشعيطات والثانية مساعدة الجرحى في مشفى خلف العليان. لكنّه أنكر التهمتَيْن بالرغم من صحة الثانية.
وأثناء التحقيق معه، حاول السجّانون معرفة ما إذا كان يملك سلاحاً أو مالاً يمكن مصادرته. مضيفاً أن ما خفف عنه قساوة الحكم النهائي هو اطلاعه على المسائل الدينية، وهو ما دفع مسؤولي السجن إلى التباحث فيما بينهم للإعفاء عنه أو تصفيته، وفق قوله.
في هذا السجن أمضى مروّح حوالي 24 يوماً في منفردة شديدة الظلام كانت عبارة عن حمّام ضيق. وقد تُرِك في اليوم الأول دون طعام وأُعطِي لاحقاً فتات خبزٍ يابس فقط، وظلّ طوال فترة احتجازه في المنفردة يقاد إلى غرفة التعذيب يوميّاً، حيث مورست عليه كل الأساليب من الجلد بالخرطوم الأخضر إلى تعليقه بالسقف في وضعية “الشبْح”.
كما ساقه السجّانون إلى حفرة في الخارج امتلأت بآثار الدماء، حيث أراد أحدهم أن يذبحه، حتى أنّه وضع السكين على نحره وجرحه، قبل أن يعدل عن ذلك في اللحظة الأخيرة.
بعد هذه الفترة في المنفردة عاد مروّح إلى المهجع، ليجد أن السجناء قد تغيّروا، وأنّ الجدد هم من أقربائه وأصحابه في المنطقة أيضاً. واستطاع أخيراً الاغتسال وتبديل ثيابه.
بحسب كلامه، فإنّ مسؤولي هذا السجن وعناصره كانوا من المقاتلين الليبيّين والمغاربة ومعهم مقاتلون أجانب، وقد سمع منهم مفردات وتعابير جديدة غير مألوفة، كما كانوا يتنادون بالألقاب والكنى.
وعن يوميّاتهم في السجن، يستذكر الشاهد كيف كانت القاعة مكتظّة بالسجناء من أبناء الشعيطات، وقد تبادلوا الأحاديث العامة متحاشين الكلام عن معارك الشعيطات والتنظيم، خشية وجود جواسيس بينهم، خاصة أن “الحقد على هذه العشيرة كان شديداً جدّاً لدرجة أنّه لا شيء ينفع للتوسّط، ولا حتى الرشوة”، كما يقول.
ويضيف الشاهد أن نوعية الطعام في المهجع كانت أفضل من المنفردة، وكذلك تلقّى السجناء بعض الرعاية الطبيّة وحصلوا على بعض المسكّنات والإبر. في حين انتشر القمل بكثرة بسبب قلة النظافة.
وعن التفاصيل التي سبقت إطلاق سراحه، يقول مروّح إنه مَثَل في اليوم الأخير أمام القاضي الذي تفهّم موضوع تواجده في المشفى لمساعدة أحد أقربائه كما قال له، وسأله إن كان قد شارك في القتال ضدّ التنظيم، أو انتمى إلى “الجيش الحرّ”، وعندما نفى ذلك حكم القاضي بالإفراج عنه.
تُرك الشاهد بعد يوم من المحاكمة في الشارع، حيث شعر بالدوار إثر تعرّضه للشمس بعد المدة التي أمضاها في الظلمة، فجلس في مكانه إلى أن رآه أحد أقاربه ونقله على دراجته النارية إلى منزله.
ورغم مرور سنوات على خروجه من سجن كتيبة البتار، لا يزال مروّح يعاني من آثار جسدية ونفسية، لافتاً إلى أنه يخضع لعلاجات في الركبة والكتف والمفاصل، فيما يتحاشى الاقتراب من منطقة السجن القريبة من منزله في الكشكيّة لما يعانيه من رهاب نفسي، وفق تعبيره.