Testimony

محمد علي الحمد

المدينة: الكشكيّة
تاريخ الولادة: 1991
عدد مرات الاعتقال: مرّتان اثنتان
مدة الاعتقال: 18 يوماً في المرّة الأولى وثلاثة أيّام في الثانية
أماكن الاعتقال: سجن حلاوة
تاريخ الاعتقال: آذار\مارس 2016

محمد علي الحمد، ربّ عائلة عمِل في السابق نجّاراً، قبل أن ينتقل للعمل في مجال بيع الهواتف الخلويّة وتأمين خدمات الانترنت. 

اعتقله تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العام 2016 لامتلاكه شبكة انترنت خفيّة، بالرغم من كلّ الاحتياطات التي اتّخذها، حسب تعبيره.

يقول محمد علي إنّ أحد أسباب اعتقاله أيضاً هو أنّه من أبناء الشعيطات، إلى جانب اتّهامه بإرسال معلومات وإحداثيّات عن التنظيم إلى جهات “معادية”، فخضع للتحقيق بهذه التهمة.

على شاشة ثلاثية الأبعاد يشير محمد إلى مدخل سجن حلاوة والفناء المحيط به، في مشهدٍ يتذكره تماماً منذ اعتقاله، موضحاً أنّ السجن كان مؤلّفاً من طابقين، في الأرضي قاعتا اعتقال وأربع زنزانات انفراديّة، وفي الطابق العلويّ تتوزع غرف التحقيق.

يروي محمد كيف احتُجز فور دخوله في المنفردة لمدة أربع ساعات تقريباً، ثم نُقل في الصباح إلى القاعة المشتركة، حيث بقي أربعة أيام قبل أن يُستدعى للتحقيق. خضع الشاهد للتحقيق مرّتين، الأولى تركّزت حول مسألة الانترنت والثانية حول مقاتلي الشعيطات ومخازن أسلحتهم، وقد ترافق ذلك مع الضرب بمختلف أشكاله، ومنها الضرب بالكابلات وبخراطيم المياه الخضراء.

واعتبر أنّ المحقّقين حققوا بتعذيبهم للسجناء ثلاثة أهداف، وهي: الانتقام من الشعيطات وترهيب المعتقلين وسحب أيْ معلومة قد تفيدهم.

يصف محمد علي الزنزانة الانفرادية وموجوداتها مستذكراً الظلام الدامس فيها، ويتحدّث عن الفئران التي كانوا يحسّون بوجودها عندما تلامس أجسادهم. كما يذكر أسماء بعض السجناء وتهمهم وألقاب بعض السجانين.

أثناء حديثه، استذكر الشاهد لحظة إعلامه وأصدقائه بإعدام شخص في سجنٍ آخر لأنّه يملك انترنت، لكنهم استوضحوا السجان عن الأمر وأبلغهم أنهم وجدوا عند ذلك المعتقل محادثات مع جهات خارجية أثبتت تورطه في العمل ضد التنظيم.

ويقول محمد إن السجناء، في القاعتين اللتين مرّ بهما، كانوا يقضون وقتهم في الصلاة وقراءة القرآن، وقد جمعت بينهم علاقة طيبة، ذاكراً كيف كانوا يعتنون ببعضهم وبالمصابين جراء جلسات التعذيب الطويلة.

ويضيف أنّ الزيارات في سجن حلاوة كانت ممنوعة كلّياً، لكنّه لاحظ وجود تمييز بين السجناء، فأحدهم تلقى معاملة خاصّة، ثم أُفْرج عنه لأنّ له أقارب قاتلوا في صفوف تنظيم الدولة.

وعن النظافة يقول إن القاعات كانت أفضل حالاً من الزنزانات الانفرادية وذلك لأن المعتقلين تعاونوا على تنظيفها، لكن عند انقطاع المياه في قاعات الاعتقال كان يُطلب منهم جلب الماء من المنفردات للوضوء والاغتسال والطبخ. 

ومع ذلك، انتشرت الأمراض الجلدية والتنفسية مثل الزكام والحساسيّة الجلدية، وسط غياب الرعاية الصحية، وفق ما يقول.

يتحدث محمد أيضاً عن الحمام الذي فصلته ستارة عن قاعة الاعتقال. ويؤكّد أنّه لم تكن عندهم وسائل تنظيف غير الماء، لذلك حرصوا على سكب الكثير منه في الحمام كي لا تنتشر الروائح الكريهة في القاعة.

وفي شهادته هذه يشير محمد إلى أنّ الطعام، مِن معلّبات وخبز، كان يؤمَّن لهم من المحلات التجارية التي استولى عليها التنظيم في المنطقة. ويلفت إلى أن الطعام مع السجان “أبو عبيدة” كان متوفراً بكثرة حتى مع الدجاج، أما مع السجان “أبو دجانة” فقد شهد تقنيناً في كميات الخبز والغذاء، مشيراً إلى أن السجناء كانوا يحضّرون الطعام في المطبخ أحياناً.

وعن إطلاق سراحه، يقول محمد إنهم نادوا على الموقوفين بتهمة امتلاك انترنت، فاستلموا أماناتهم ثم عُصبت أعينهم ونُقلوا بالسيارات إلى منطقة “القهاوي” حيث أنزلوهم. ويستعيد محمد تلك اللحظة مؤكّداً: “بالرغم من أنّ المنطقة منطقتي، لم أميّزها للوهلة الأولى عندما نزعوا العصبة عن عيني”.