المدينة: | الموصل |
تاريخ الولادة: | 1977 |
عدد مرات الاعتقال: | مرّتان |
تاريخ الاعتقال: | 10/6/2014 و1/11/2015 |
أماكن الاعتقال | سجون الأحداث والقائمقامية والنجفي ووصال سليم ومبنى جمعية المحاربين القدامى السابق |
محمد عبد الله حسين العطّار العبيدي، يحمل الدكتوراه في الفقه الإسلامي، وهو مُدرس سابق في كلية الحقوق التي ترك العمل بها ليتاجر بالعطور بعد تهديدات أمنية تعرض لها عام 2011. اعتقل مرتين في سجون تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أحدها عام 2014 والثانية في عام 2015.
يتحدث محمد العطار عن ملابسات اعتقاله الأول في الشهر السادس من عام 2014 بعد أن اقتاده رجال التنظيم من متجره بغية طرح بعض الأسئلة عليه. في ذلك الوقت لم يعلم سبب الاعتقال لكنه لم يعامل أيضاً بطريقة سيئة، حيث تجولت به سيارة التنظيم في عدد من أحياء الموصل وظلّ مفتوح العينين لحين ترجله من السيارة.
عندما أُخِذ في اليوم الثالث إلى التحقيق، عرف من صوت القاضي أنه بشّار الصميدعي، الخطيب في جامع “السيدة عائشة” في حي الوحدة قبل دخول التنظيم إلى الموصل، وكان من أتباع التيار السلفي، ممن خالفهم العطار.
يقول الشاهد إنه نقل بعد ذلك إلى سجن الأحداث، ويصف القاعة التي حُشِر فيها عددٍ كبير من المعتقلين، وصل أحياناً إلى 166، مسجونين بتهم مختلفة، أهمها انتماؤهم إلى القوى الأمنيّة.
يذكر العطار أن التحقيقات والتعذيب وعمليات القتل نفذت في المساء، أما بعد منتصف الليل فكانت يأتي عناصر ما أسماه المعتقلون “مفرزة الموت”، من ينادون باسمه يُؤخَذ إلى القتل، ويرمى في الخسفة (حفرة عميقة في جنوب الموصل).
يقول العطار إن بعض السجانين كانوا عناصر محليين، أي عراقيين من الموصل، والبعض الآخر من الجزيرة العربيّة ومن ليبيا، وهؤلاء كانوا أقسى معاملةً.
يصف الشاهد أحوال سجن الأحداث كما شهدها، إذ كان الطعام يقدم للمعتقلين في ثلاث وجبات، الفطور عبارة عن قطعة خبز الصمون مع بيضة مسلوقة أو بيض مقلي أو صحن أو حساء أو لبن. أما الغداء فكان أرزّاً أو برغل مع مرق وأحياناً قطعة من فخذ الدجاج، وكذلك وجبة العشاء. أما الطبابة فلم تكن متوفّرة، واقتصرت العناية الصحيّة على حضور ويعالج مَنْ يطلب، ويفحص المسنين، ويعطي الأدوية البسيطة.
بحسب العطار، تضمن السجن أربعة مراحيض، يستعملوها المعتقلون للاستحمام بالماء البارد، أما عن النظافة فيقول إنّهم اهتموا هم أنفسهم بتنظيف المكان، وأنّ لوازم الاغتسال وتنظيف الأرضية وتعقيمها كانت مؤمّنة.
سيق العطار إلى التحقيق خلال ثمانية أيام من شهر تموز 2014 خمس مرّات. طرحوا عليه أسئلة في الدين، وسألوه عن رأيه في كلّ مَنْ هو مِنْ خصومهم وأعدائهم. وكان يجيب باقتضاب.
ويروي الشاهد كيف بكى يوم فجّروا مقام النبي يونس فاستدعوه للتحقيق أيضاً وأُدخِل على أثرها إلى زنزانة انفراديّة بقي فيها أربعاً وعشرين ساعة.
تعرض العطار للتعذيب الشديد خلال أحد التحقيقات، ثبت على كرسي إسمنتي والصعق بالكهرباء في مواضع حسّاسة من جسمه، ما أدى لغيابه عن الوعي، وعندما أفاق وجد نفسه مجدّداً في القاعة وسط ألم شديد في كلّ جسمه يمنعه من الحراك.
أمضى الشاهد ثلاثة أيام في الزنزانة الجماعية وتم حمّله مجدداً، لعجزه عن المشي، كي يمثل مرة جديدة أمام القاضي الذي أصدر قراراً بقتله في 6 آب. إثر ذلك نقل مجدداً إلى المنفردة وتم إلباسه بدلة الإعدام البرتقالية تحضيراً لتنفيذ الإعدام.
في يوم تنفيد الحكم، تعرض مبنى السجن للقصف، أصاب أحد الصواريخ من طائرات التحالف الدولي، إحدى قاعات السجن، ما أدى لمقتل عشرات المعتقلين. نقل العطار إلى سجن القائمقاميّة، حيث حوكم مرة ثانية، ونُقّل بين عدّة سجون، ثمّ أُطلِق سراحه بعد توقيعه تعهدّاً خطّياً بألا يغادر الموصل، وأن يثبت وجوده عندهم على الدوام.
وعن آثار هذه التجربة على نفسيّته، يقول العطار إنه تمكّن من تجاوزها بعد ستة أشهر، لكنه ظلّ لفترة يعاني من رهاب السجن، ومن الشرود الذهني، كما أصبح مزاجيّاً وعصبيّاً جدّاً. أما آثار السجن الجسديّة فما تزال ظاهرة في أنحاء جسده، وهو ما زال يخضع للعلاج.