المدينة: | الموصل |
تاريخ الولادة: | 1992/8/13 |
عدد مرات الاعتقال: | مرّتان |
تاريخ الاعتقال: | المرّة الأولى: حزيران/يونيو العام 2014 |
مدة الاعتقال: | شهر وخمسة أيّام |
أماكن الاعتقال: | سجن الأحداث |
اعتقل فدعم خزعل عليّ (مواليد عام 1992) من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في الأيام الأولى من سيطرته على الموصل في شهر حزيران/ يونيو 2014.
يروي في شهادته هذه كيف استدرجه أحد عناصر التنظيم بالحيلة إلى حاجزٍ مجاور، حيث اعتقلوه بتهمة التعامل مع الجيش أو الحكومة، واقتيد من هناك إلى سجن “القنصلية التركيّة” حيث وضع في قفص للكلاب. في الصباح أصعدوه إلى غرفة التحقيق، وعندما أنكر التهم الموجّهة إليه بدأوا باستفزازه وتعذيبه، وقد حضر التحقيق العنصر الذي استدرجه عند الحاجز
بقي فدعم ثلاثة أيام في بيت الكلاب قبل أن يُنقَل مع غيره إلى سجن الأحداث، يحكي عن اللحظات الأولى لدخولهم هذا السجن، إذ انتظروا ساعتين، قبل أن يودعوا في قاعة الاعتقال، وهناك فوجئ بوجود حوالي 150 معتقلاً.
عن السجّانين يقول إنه عرف أسماءهم، وأن معظمهم كانوا موصليين، وأحدهم من أبناء حيّه، وقد ساعده لاحقاً من أجل الخروج.
ويروي فدعم تفاصيل التحقيقات التي خضع لها والتعذيب الذي رافقها، مثل الضرب بخراطيم المياه البلاستيكية على أخمص القدمين، المربوطة بالفلقة، حتى تتورّمان بشكلٍ كبير، إضافة إلى الربط على الحنتورة والصعق بالكهرباء، وغيرها من الأساليب الوحشيّة. لكنه كان يعلم أنه بمقدار ما يصمد المعتقل تزيد فرص نجاته من الإعدام.
يذكر الشاهد الكثير من أسماء المعتقلين، وهم إمّا من أبناء العشائر (وبعضهم قُتل لاحقاً) أو من رجال شرطة سابقين، ومنهم المسنّون، أو المرضى الذين لم يعفى عنهم، والتهمة الأساسيّة التي وجهت إليهم أنهم “مصادر” أي متعاملون مع الحكومة، ومنهم من كان من المذهب الشيعي، وبعضهم اتهم بتجارة المخدرات أو بالسرقة أو بالسحر.
من أشكال التعذيب النفسيّ التي يصفها فدعم كان إيهام المعتقلين، عند نقلهم إلى سجنٍ آخر، بأنّهم يأخذون للإعدام. وفي إحدى المرّات حاول أحد المعتقلين أن يهرب، بعد أن ضرب السجّان، إلا أنّ عناصر التنظيم أوقفوه ووضعوه في زنزانة انفراديّة، فأقفل على نفسه من الداخل، وعندما لم يفتح ألقوا عليه قنبلة قتلته.
وعن الطعام يقول فدعم إنهم كانوا يأتونهم به من المستشفى للسحور والإفطار خلال أيام رمضان، بكمّيات قليلة، أما الرعاية الصحّية فيقول إنها كانت معدومة، وهم يتّهمون مريض القلب مثلاً بأنّه يدّعي ذلك كي يخرج. ويقول الشاهد إنه هو نفسه أصيب بالجرب وتداوى منه عندما خرج، إذ لم تتوفر شروط النظافة في المراحيض والحمّامات.
يحكي الشاهد قصة خروجه، ويقول إنّه نقل بعد قصف السجن، إلى سجن “القائمقاميّة” حيث عُرض على القاضي الذي اقتنع ببراءته، وقرّر إطلاق سراحه.
يتحدّث فدعم عن الآثار الجسديّة والنفسيّة التي تركتها تجربة الاعتقال عليه، ويعبر عن غضبه إذ يفكر أن بعض قادة التنظيم يعيشون اليوم خارج السجون دون محاسبة.