الاسم: | فارس مروان علي الحياوي |
المدينة: | الموصل، الطوافة |
تاريخ الولادة: | 1992 |
تاريخ الاعتقال: | 2014 |
أماكن الاعتقال: | سجن الأحداث، سجن دار الضيافة، سجن القائمقامية |
كان فارس مروان زيادة علي الحياوي، عند سيطرة تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش” على مدينة الموصل، يعمل في محل أخيه لبيع الغاز. وقد اعتُقِل مع أخيه وعدد كبير من جيرانه على أساس أنهم ممن يصفهم التنظيم بـ “الروافض” أي من المذهب الشيعيّ.
اقتيد فارس ومن معه إلى سجن الأحداث في الموصل، ووضعوا في إحدى قاعاته. يقول الشاهد إنّ القاعة ضاقت بالمعتقلين، فقد بلغ طولها حوالى 25 متراً، وعرضها خمسة إلى ستّة أمتار، وقد حُشر فيها أكثر من 200 معتقل، لم يخرج أغلبهم أحياء.
في اليوم الثالث لاعتقاله، استدعي فارس للتحقيق، كان في القاعة قاضٍ مع ضابطين، وقد عصبوا عينيه وغطوا رأسه بكيس. يؤكد فارس أنّه مثل أمام القاضي جاثياً على ركبتيه، وأنّ التحقيق كان عشوائيّاً لأن المحقّق سأله عن أمورٍ لم يفعلها ولم تحصل قطّ، بل بدا وكأنه يرتجل ارتجالاً. وعندما لم يُعطِه أي إجابات، شرعوا في تعذيبه، من دفع بالأيدي إلى ضربٍ وجلدٍ بالسلاسل الحديديّة والكابلات على ظهره حتى أُغمِي عليه، فحملوه خارج غرفة التحقيق وسط حرّ الصيف الشديد، وكذلك فعلوا مع غيره ممّن اعتُقلوا معه.
يحكي الشاهد عن أساليب التخويف والترهيب التي اعتمدها المحققون، إذ كانوا يطلقون رصاصة في الفراغ، أو رصاصة خلّبيّة، ويقولون إنهم قتلوا متهماً بنفس القضية، وسيلقى الآخر المصير نفسه، ويذكر أساليب التعذيب، من جلد بالجنازير إلى التعليق بالأيدي المقيّدة وراء ظهورهم بالسقف، إضافة للصعق بالكهرباء، والجلد بالكابلات، والتي ما تزال آثارها بادية في جسمه حتى اليوم.
يؤكّد فارس أن سجن الأحداث احتوى زنزانات خاصة بالنساء، وكان مليئاً بكاميرات مراقبة، كما انتشر مخبرون للتنظيم بين المعتقلين ما أجبرهم على التزام الحذر الشديد في الكلام.
يصف الشاهد أشكال السجانين، إذ ارتدوا زياً أسود أو عسكري، وكانوا مدججين بالسّيوف والخناجر والسكاكين، ولم يعرف أحداً منهم لأنهم كانوا ملثّمين.
من المشاهدات اللافتة التي عاشها فارس، حادثة إغلاق أحد السجناء باب الزنزانة الانفراديّة على نفسه من الداخل، وعندما رفض فتحها، أطلق عناصر التنظيم النار ورموا قنبلة يدويّة قتلته. كما يذكر أن التنظيم جاء بعائلات من منطقة تلعفر لاتهامهم بالانتماء للمذهب الشيعي، يقول الشاهد إن الرجال والنساء قتلوا، وأُبقي على الأطفال لتجنيدهم.
يؤكد فارس أنّ عناصر التنظيم كانوا يُخلون السجن خوفاً من القصف ويتركون المعتقلين وحدهم. وعندما قُصِف السجن أصيبت إحدى قاعاته، وقتل فيها العشرات من المعتقلين ودفنوا تحت الأنقاض، لكن الناجين لم يتمكّنوا من الفرار لأنّ الأبواب كانت مُحكمة الإقفال.
بعد القصف نُقِل إلى سجن “دار الضيافة” ومنه إلى سجن “القائمقاميّة”، ومن هناك أُخلِي سبيله، يذكر فارس كيف رماه العناصر في منتصف الشارع بعد أن رفعوا العصابة عن عينيه وفكّوا قَيْد يديه، وأمروه ألا ينظر خلفه إلا بعد عشر دقائق، وإلا رموه بالرصاص.
تركت تلك التجربة آثاراً عميقة في نفس فارس، ويقول إنه صار يخاف الناس وفقد ثقته فيهم، كما يعاني حتى اليوم من أعراض عصبية، ويحمل جسده آثار التعذيب الذي خسر على أثره اثنتين من أصابعه.