المدينة: | الرقّة، عين عيسى |
تاريخ الولادة: | 1995 |
عدد مرات الاعتقال: | مرة واحدة |
مدّة الاعتقال: | حوالي الشهر |
مكان الاعتقال: | سجن الملعب، الرقّة |
تاريخ الاعتقال: | 2015 |
عليّ محمّد الحمد، شابّ من عين عيسى في الرّقة، اعتقله تنظيم الدولة الإسلامية عندما كان يافعاً، بعد أن أعدم والده بتهمة مساعدة بعض العائلات على الفرار إلى مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
عن سبب اعتقاله يقول عليّ إنّ أخاه الكبير سافر في صيف العام 2015 إلى مناطق “قسد”. وبعد يومين أو ثلاثة من سفره أخذه عناصر التنظيم، ووجّهوا إليه تهمة العمالة لـ “حزب العمال الكردستاني”، والتواصل مع أخيه وإعطائه معلومات عن مناطق سيطرة التنظيم. وقد احتُجِز ما يقارب الشهر في سجن الملعب هذا.
في شهادته يروي عليّ كيف راح السجّانون يضربوه أثناء إدخاله المبنى حتى تعثّر وسقط على الدرج، وكانت تلك مقدمة لعذابات أخرى سيعيشها في هذا السجن.
أمام غرفة التحقيق يذكر عليّ أنّه خضع لستّ جلسات تحقيق، امتدّت الواحدة منها حوالي الساعتين، وهو معصوب العينَيْن ومقيّد اليدَيْن وراء ظهره. ويقول إنه لم يرَ أو يتعرّف على أحد من العناصر سوى المحقّق المصريّ الجنسيّة. ويذكر كيف كان هذا المحقّق يعذّبه بضربه بالحذاء والعصي والأيدي، وكيف كان يدوس بحذائه على رأسه عندما يقع أرضاً. كما أنّه هدّده بالمجيء بأخيه وقطع رأسه أمامه، كما فعلوا بأبيه. فيما كانت تتناهى إلى مسمعه أثناء ذلك أصوات صراخ السجناء الآخرين تحت التعذيب.
وعن وسائل التعذيب وأدواته يذكر التعليق بالبالنغو، والجلد بـ “الأخضر الإبراهيمي”، إضافة إلى الوقوف طويلاً في المنفردات. ويذكر جوّ الرعب الذي كان يعيشه هنا حتى أنّه كان يتمنى الموت.
ينتقل الشاهد إلى المنفردة الضيِّقة التي احتجز فيها وحده مدّة خمسة أيام، مجبراً على الوقوف معظم الوقت. بعد ذلك نُقِل إلى زنزانة أكبر قليلاً جلس فيها مع عدد من المساجين الآخرين، المتّهمين إما بالعمالة وإمّا بالكفر أو الاتّجار بالدّخان. لكنّه يلفت إلى أن الاختلاط والتحدّث بينهم كنا ممنوعاً، ومن يخالف يكون عقابه الضرب أو العودة إلى المنفردة.
وعن يوميّاتهم في السجن يقول عليّ إنه كان يمضي وقته مصلياً وداعياً الله أن يأتيه بالفرج، كما يصف قذارة المكان، إذ لم تصل المياه للمراحيض فكانت تفيض بالأوساخ وبالروائح الكريهة، خصوصاً أنه بعد خروجه من الانفراديّة وُضِع في القسم الملاصق لهذه الحمّامات. ولم يُعْطَوه سوى الصابون دون سائر لوازم التنظيف، ولذلك لم يكن هناك تنظيف يومي للزنزانات. كانوا فقط يغسلون أواني الطعام قبل ردّها.
وعن الطعام يقول عليّ إنه حصل على ثلاث وجبات يومياً، وهي مكوّنة عموماً من الأرزّ، أو البرغل، حتى على الفطور في معظم الأحيان. أما الأدوية فكانت مؤمّنة ولكن بشكل محدود.
ويؤكّد عليّ أنّ الزيارات لم تكنْ مسموحة، كما أنّه لم يلحظ وجود وساطات أو تميّيز في المعاملة بين السجناء، أقلّه في فترة إقامته هنا.
واللافت أنّ عليّاً يذكر وجود امرأة في المهجع الكبير مع الرجال، وهذا ما اكتشفه في اليوم الأخير، يوم قُصف السجن، وسمعوها تصرخ وتصيح، فساعدوها بحملها في بطانية ونقلها إلى ما يُعرف بـ “الصالون”.
أما عن خروجه، فيروي عليّ أنّه تمكّن من ذلك عندما قُصِف السجن، إذ دمرت القاعات أولاً، ثمّ انفتح المدخل الكبير إثر إحدى الضربات، فخرج مع بعض السجناء وفروا في الشوارع. لكن عناصر التنظيم عرفوهم من ثيابهم، فلاحقوهم وراحوا يضربونهم في الشوارع، حتى أنّهم قتلوا بعضهم. أمّا هو فقد تمكّن من اللجوء إلى إحدى الأبنية، والانتقال بعدها إلى منزله حيث أخذ أمّه وأخته وانتقل بهما إلى عين عيسى التي كانت تحت سيطرة “قسد”.