المدينة: | الموصل، نينوى |
عدد مرات الاعتقال: | مرّة واحدة |
تاريخ الاعتقال: | 2014/11/7 |
مدة الاعتقال | 20 يوماً |
مكان الاعتقال | سجن الأحداث |
اعتقل علي أحمد حسن، وهو سائق متزوّج وله ثلاثة بنات وصبي، من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش” عام 2014، بتهمة التعامل والتخابر مع الأجهزة الأمنيّة. أخذوه معصوب العينين ومكبّل اليدين وراء ظهره إلى أحد المراكز الأمنية، ومنه حُوِّل إلى سجن الأحداث، حيث أدخل وسط الضرب والشتائم والتهديد بالقتل.
يقول عليّ إنه عند دخوله أخذوا أغراضه، وطلبوا من تبديل ثيابه ليرتدي البدلة الخاصّة بالسجناء، ووضعوه وحده في غرفة ضيّقة قبل أن يأخذوه إلى التحقيق ليلاً، ثمّ إلى زنزانة انفراديّة.
خضع الشاهد للتحقيق أكثر من مرة، ويصف بالتفصيل وضعيّته مع القاضي والمحقّقين في الغرفة، مؤكداً أن معلومات جلسة التحقيق دونت وصورت بالفيديو. أما عن أساليب التعذيب فيذكر الفلق والجلد على الظهر، حتى يُغمى على المعتقل. ويقول إن ذلك ترافق مع الشتائم والإهانات.
اتهم علي بـ “الردة”، وعرضت عليه مبايعة التنظيم والتعاون معهم، وكلّما رفض زادوا في تعذيبه، وكانوا يتوعّدونه بالقتل.
يصف الشاهد حالة الضيق والرعب التي أحسّ بها، خصوصاً في الزنزانة الانفراديّة، ونتيجة التهديد بالقتل كلّ يوم ما جعله في حالة قلق دائم، وصار يمضي وقته في البكاء، أو في الصلاة والدعاء.
وعن القاعة المُشتركة التي نُقِل إليها لاحقاً، يقول إنهم كانوا ما بين 50 إلى 60 معتقلاً، بينهم أشخاص مرموقون في الموصل، منهم الطبيب ومنهم الأستاذ الجامعيّ ومنهم كبار الضبّاط. أما التّهم فمعظمها التعامل مع الحكومة أو معاداة التنظيم.
ويذكر عليّ كيف كانت تصلهم أصوات المعتقلين تحت التعذيب، ويؤكّد أن معظم المعتقلين، وهو منهم، كانوا محكومين بالإعدام لأنّ تهمهم أمنيّة، وقد عُرِضت عمليات إعدام بعضهم على الشاشة.
ويضيف أنّ المعتقلين لم يتكلّموا كثيراً فيما بينهم، خوفاً من وجود جواسيس، ولكون المكان مراقباً بالكاميرات، رغم ذلك نشأت بينهم علاقة تعاون، خصوصاً في حالات المرض. أما السجّانون فيقول إنهم من الموصل عموماً لكنّهم كانوا ملثّمين ويتنادون بالكنى من دون أسماء، فلا يُمكن التعرّف إليهم.
يصف الشاهد جو القاعة التي اعتقل فيها، إذ انتشرت رائحة المراحيض النتِنة، وفاقمتها قلة لوازم النظافة من صابون وسوائل وغيرها، ما حال دون إمكانية استحمام المعتقلين، ويذكر أنّ المراحيض كانت مراقبة بالكاميرات.
وعن الطعام يقول إنه كان مؤلفاً من شوربة العدس، وصباحاً قطعة جبن مثلَّثات أو بيضة مسلوقة واحدة، وكانت الكميات غير كافية، ولم تكن الوجبات منتظمة، بينما انعدمت الرعاية الصحّية.
من الأمور اللافتة التي عاينها، قصة أخوين حُكِما بالإعدام لأنّهما من المذهب الصوفيّ ولاتّهامهما بالعمالة، فعرض القاضي أن يعدم واحداً ويعفو عن الآخر، فضحى أحدهما بنفسه من أجل أخيه، وذهب طوعاً إلى الإعدام.
ويحكي عليّ قصة خروجه، يقول إنهم نقلوه إلى سجن “الكنيسة”، ثمّ إلى سجن “القائمقاميّة” حيث عُرِض على قاضٍ قرّر مصادرة سيارته الثانية، بعد أن صادروا سيارته الأولى عند اعتقاله.
عند الفجر أخذوه في سيارة، ورموه في الشارع، ويصف علي التأثّر الكبير عند عودته إلى البيت، حيث فوجئت العائلة، به، بعد أن كان عناصر التنظيم قد أبلغوهم بموته.
في سياق شهادته يتحدّث عليّ بأسى عمّا تركته هذه التجربة من آثار جسديّة عليه، إذ بات يعاني من انزلاق في فقرات الظهر، إضافة إلى إصابته بمرض في الكبد، ناهيك من الآثار النفسيّة، مثل الكوابيس الرعب التي ما زالت تراوده في نومه.