المدينة: | الموصل |
تاريخ الولادة: | 1971 |
عدد مرات الاعتقال: | مرّة واحدة |
تاريخ الاعتقال: | 2014 |
مدة الاعتقال: | تسعة عشر يوماً |
أماكن الاعتقال: | القنصليّة التركيّة، سجن دار الضيافة، سجن الأحداث |
صدّام حازم مطر، من سكان الموصل، متزوّج وله ولدٌ وحيد. يروي بمرارة قصّة اعتقاله من قبل تنظيم الدولة الاسلاميّة “داعش” في بداية سيطرته على الموصل.
كان صدام قبل سيطرة التنظيم منتسباً إلى القوات الأمنيّة، وعندما ترك الوظيفة فتح محل نجارة حيث يُقيم، لكنّه لأسباب صحّية ترك العمل وبات دون مصدر رزق، يتّكل على أخيه الضابط في القوى الأمنيّة كي يرسل إليه المال تأميناً لمعيشته، وهذا ما ولّد حوله الشكوك في ما يتعلّق بمصدر رزقه.
اعتقله عناصر التنظيم خلال أيام رمضان، من سنة دخولهم الموصل، أي العام 2014. داهم العناصر بيته بطريقة مُرعِبة، وهو بين أفراد عائلته. أخذوه بثيابه الداخليّة، كبّلوا يديه ووضعوه في سيارة عسكريّة قديمة وعصبوا عينيه وانطلقوا به إلى مركز القنصليّة التركيّة، حيث وضعوه في قفصٍ من أقفاص الكلاب البوليسيّة التابعة للشرطة العراقيّة سابقاً.
ودون تحقيق معه نُقِل بعد يومين إلى سجن دار الضيافة، ومنه إلى سجن الأحداث الذي لم يعرف به ولم يرَه من قبل، حيث أودع في إحدى قاعاته، المليئة بالمعتقلين، كما يصف.
يذكر صدّام كيف سمع عند دخول السجن أصوات صرخات الرجال والنساء تحت التعذيب، ويروي كيف سُحِب يوم وصوله، بعد أذان الفجر، إلى التحقيق معصوب العينين، وفي غرفة التحقيق قيدوا يديه وراء ظهره وعلقوه بهما إلى السقف حتى انخلعت كتفه. ويؤكّد أنّه لم يكن عندهم أي إثباتات ضدّه ولم يستطيعوا إرغامه على الاعتراف تحت التعذيب.
يؤكّد الشاهد أن مسدّساً صُوب إلى رأسه خلال التحقيق، كما سمع أصوات طلقات الرصاص، ما جعله يعتقد أنّ غيره قد أُعدِم تحت التحقيق، وأنه سينال المصير ذاته.
يتحدّث صدام عن أساليب التعذيب التي تعرّض لها، من الجلد على ظهره بالكابلات الكهربائيّة، إلى الفلق على قدميه والتعليق بالسقف، والصلب على لوح خشبيّ وجلد. كما هُدد بالإتيان بزوجته وأبنائه، وإخضاعهم للتعذيب واغتصابهم.
وقد تعرّض معتقلون آخرون، حسبما يذكر في شهادته، لأساليب أشد قسوة ووحشية مثل ثقب الجسم والأطراف بالمثقب الكهربائيّ. ومن مشاهداته في “الأحداث”، يروي صدّام أن ضابطاً سابقاً في الجيش، برتبة لواء ركن، يبلغ حوالي 70 سنة، قد فارق الحياة وهو نائم بجانبه نتيجة التعذيب والحالة النفسيّة التي كان يعيشها.
عن الطعام داخل السجن يقول صدّام إنه كان متوفرّاً بشكلٍ منتظم، وشمل البيض والدجاج والماء والعصائر، أما الرعاية الصحية فكانت شبه معدومة، باستثناء ما قدم لرعاية بعض أصحاب الأمراض المُزمنة. كما يذكر أنّ السجن تضمن ستة أو سبعة مراحيض، لم تكن تكفي لعدد المعتقلين الكبير، لكن توفّرت فيها المياه إضافة للصابون بشكلٍ دائم، وقد نظّموا دور الاستحمام فيما بينهم.
عند مثوله للمرة الأخيرة أمام القاضي أصرّ على أقواله، فاكتفى القاضي بجلده 40 جلدة ثم أطلق سراحه، عندها أعطاه زملاؤه في السجن رداء يلبسه لأنه اعتقل بثيابه الداخليّة.
يتحدّث صدام بالكثير من الألم عمّا أصاب الموصل مع سيطرة التنظيم الذي حولها سجناً كبيراً، أما عن نفسه، فما زال يحمل ذكريات قاتمة، وما زالت آثار التعذيب ظاهرة في جسمه، مثل الخلع في كتفه، والكسر في رجله، وندوب الجَلْد على الظهر.