Testimony

صباح جاسم محمد

المدينة: الموصِل، منطقة الطواف
تاريخ الولادة: 1956
عدد مرّات الاعتقال: مرّة واحدة
تاريخ الاعتقال: 28 حزيران 2014
مدّة الاعتقال: حوالى 10 أيام
أماكن الاعتقال: سجن الأحداث، سجن القائمقاميّة

صباح جاسم محمد مهدي الشمري عسكريّ سابق في القوى الجوّية، متزوّج من امرأتين وله تسعة أولاد. وقد تقاعد بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وأنشأ موقفاً للسيارات (كاراج).

يتحدث صباح في شهادته هذه عن ليلة اعتقاله. كان في منزل زوجته الثانية، حين داهم عناصر التنظيم بيته الأول، في الساعة الثانية ليلاً، لكنهم لم يجدوه فأخذوا ابنيه الأكبر والأصغر، وهما متزوّجان، وكذلك ابنته التي كانت في زيارة لهم. ثمّ جاؤوا إلى بيته الثاني وأخذوه، ونقلوهم جميعاً مع عدد كبير من الجيران إلى سجن الأحداث.

يتحدّث صباح  في شهادته هذه عن تلك الليلة التي لم يناموا فيها، وكان هو أوّل من استدعي إلى التحقيق في السجن. أخذوه مكبّل اليدين ومعصوب العينين، وواجه أسئلة من قبيل “لماذا أنتَ شيعيّ” أو “متعاطف مع الشيعة”، وعندما نفى ذلك، اتّهمه المحقق بالتعامل مع القوى الأمنيّة التي تحضر دورياتها إلى موقف السيارات الخاص به.

ثمّ يروي صباح كيف جاؤوا بعدها بابنيه، وشرعوا في تعذيبهما أمام ناظريه، بنفس التّهم. ضربوا ابنه الكبير بعصي البلياردو، على قدميه وكان قد أجرى فيهما عملية إثر انسداد شرايينهما. كسّر المحقق عصاتين أو ثلاثة عليهما، حتى صارتا تنزفان دماً.

أما ابنه الثاني فكان يعاني من مرض الربو، ضربوه إلى أغمي عليه، ثلاث مرات، نقل على أثرها إلى المشفى. 

استمرّت هذه التحقيقات على مدى 15 يوماً، ويقول صباح إنّ السجانين اعتمدوا كل أساليب التعذيب، من الفلق إلى التعليق بمروحة السقف إلى قلع الأظافر، والجرح بالسكين ووضع الملح على الجرح. طبقوا كلّ ذلك على ولدَيْه، وكانوا يرفعون العصابة عن عينيه ويقولون “أنظر ما نفعل”. وهو يبكي ويصرخ متمنّياً أن يكون مكانهما.

يصف صباح في شهادته وضع ولديه، أحدهما أسودّت رجلاه كلّياً بسبب انحباس الدم ولا علاج لهما إلا البتر. أما الثاني فلا يزال حتى اليوم يعاني من آلامٍ في صدره.

لاحقاً، أخبرته ابنته الحامل أنها كانت معه في نفس السجن، وأنها تعرّضت للتعذيب على يد سجّانات، تعذيباً لا يقل أذًى وإيلاماً عن تعذيب الرجال. أما السجّانون الرجال فقد اكتفوا بإهانة المعتقلات لفظيّاً، كما أخبرته عن إعدام اثنتين من المعتقلات. 

يصف الشاهد القاعة التي اعتقل وأبناؤه فيها مع ما يقارب 300 آخرين، ولم تكن مساحتها تتجاوز 75 متراً مربّعاً تقريباً. لم يحصل المعتقلون على فرش وبطانيّات كافية، وكان كل أربعة منهم أحياناً ينامون على البطانية الواحدة. أما الطعام فبسيط جدّاً، وجبة فطور في الخامسة صباحاً، مؤلفة من قطعة جبن مع خبز الصمّون، وعبوة ماء صغيرة، وللغداء أرز مع بعض المرق.

وفق شهادة صباح، كان سجن الأحداث شديد القذارة، تفوح منه الروائح الكريهة، نتيجة شح المياه، وكذلك الصابون، كما لم تتوفر الرعاية الصحيّة والعلاجات والأدوية.

يصف صباح ما حدث يوم قصف السجن، حين أصيبت القاعة المجاورة لقاعتهم. في اليوم التالي نقل مع ابنيه إلى سجن “مركز المخابرات” ومنه إلى سجن “القائمقاميّة”. هناك مثل مجدّداً أمام أحد القضاة الذي أمر في النهاية بإطلاق سراحهم.

بأسى يحكي صباح كيف جلب التنظيم المصائب إلى عائلته، فابنته الثانية قتلت مع زوجها لرفضه دفع الجزية، وهو يربي ابنيها في منزله. كما ذبح عناصر التنظيم أخاه ونشروا فيديو لعملية قتله، أما هو فبات يعاني من أمراض السكري والضغط ومن التوتّر العصبيّ.