Testimony

محمد خالد اسماعيل

المدينة: حلب
تاريخ الولادة: 1995
عدد مرّات الاعتقال: مرة واحدة
مكان الاعتقال: سجن الملعب في الرقة وسجون أخرى
مدّة الاعتقال: 15 يوماً، في سجن الملعب

كان محمد خالد اسماعيل مقاتلاً ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وقد سقط جريحاً ووقع أسيراً لديه، ثم نُقّل بين عدّة سجون.

يروي محمد خالد إسماعيل في شهادته هذه، كيف نُقِل مع سجناء آخرين من سجن منبج إلى سجن الملعب، وكيف أُنزلوا من الباص، وساروا وخلف كل منهم عنصر من التنظيم يقوده ضاغطاً رأسه إلى أسفل. بعد ذلك، وزّعهم العناصر في مجموعتين، وأدخلت كل مجموعة (حوالي 30 إلى 35 معتقلاً)، إلى مهجع فيه حمّام صغير منخفض السقف، بالكاد يستطيع الشخص الوقوف فيه، يحتوي كاميرا مراقبة مسلّطة عليهم طوال الوقت.

يقول محمد إنّ المسؤول الأمنيّ المدعو “أبو الهدى”، هو الذي أعطاهم التعليمات عند دخولهم، وقال إن الوضع والمعاملة في سجن الملعب يختلفان عمّا هي عليه في منبج، ومنها مثلاً قلّة الطعام.

يذكر الشاهد كيف أنّهم عاد السجانون وجمعوا المعتقلين في مهجعٍ واحد، عندما وصلت مجموعة من النساء السجينات، ما يشير إلى احتمالية وجود قسم مخصص للنساء في هذا المكان.

وفق محمد كان ممنوعاً على المعتقلين التحدث إلى السجّانين إلا بإذن، وكانوا يعاقبون جماعيّاً إذا ما ارتكب أي منهم هفوة، ولذلك حرصوا بأنفسهم على ضبط المساجين الصغار السنّ معهم، أي الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 سنة، ووزّعوهم فرقاً، لكلّ فرقة مسؤول من الكبار يتولّى إدارة شؤونهم، وضبطهم تفادياً لاستجلاب العقوبة عليهم.

وعن تمضية أوقاتهم قال محمد إنّهم كانوا يقضون نهارهم في قراءة القرآن والصلاة والاستماع إلى دروس دينية من شيخ حاجّ معتقل بينهم، يصفه بأنه كان “لطيفاً ناصحاً حسن المعاملة”.

يصف محمد على قساوة ولا إنسانيّة بعض السجّانين، مخصصاً التوانسة منهم، ويروي مثلاً كيف كان أحدهم يبتكر طرقاُ لتعذيب الأطفال المعتقلين، فيعصب أعينهم ويقسمهم فريقين، ثم يأمرهم بالركض، الفريق في اتّجاه الآخر، ليتصادموا وتصاب رؤوسهم. أو كان يدفعهم إلى الركض أحياناً في اتّجاه معيّن حتى يصلوا إلى جدارٍ لا يرونه ويصطدمون به.

وفي حادثة أخرى يرويها محمد، أبلغ السجانون المعتقلين أنهم سيحتفلون معهم ليلة رأس السنة، فأخرجوا قسماً كبيراً منهم إلى الساحة الخارجيّة، عراةً إلا من سراويلهم الداخليّة، وجلدوهم خلال سكب المياه الباردة عليهم، ما أدى إلى ظهور الكدمات والبقع في أجسادهم.

أما عن الطعام، فيقول إنّ عملية توزيع الطعام كانت مأساوية، إذ تمر الأطباق فوق رؤوس الجميع وينال الواحد منهم ما لا يسد جوعه. ويذكر أن المطبخ تعطّل بفعل القصف في إحدى الأيام، فأصبح السجانون يأتون بالطعام من المطاعم المجاورة، ما حسّن من نوعيته، لكن عندما عاد المطبخ إلى العمل، ساءت النوعية والمعاملة، فراحوا يأتونهم بكميّة كبيرة من الطعام الرديء ويجبرونهم على أكلها بكاملها.

يذكر محمّد في شهادته أسماء بعض السجانين، ومنهم “أبو بصير التونسي” الذي يتلذّذ بتعذيب السجناء، وكذلك السجّانان “أبو عائشة” و”أبو بكر” وكلاهما من مدينة منبج بريف حلب.

يشبه محمد سجن الملعب بـ “غوانتانامو” أو “أبو غريب”، ويؤكّد أن الأيام الـ 15 التي أمضاها هنا بدت كأنها 15 عاماً من شدّة المرارة والتعذيب.