Testimony

محمد النهار

المدينة: الرقة
عدد مرّات الاعتقال: مرّة واحدة
مدّة الاعتقال: 45 يوماً.
مكان الاعتقال: سجن الملعب، الرقّة.
تاريخ الاعتقال: 2015.

كان محمد النهار يعمل في مجال التمديدات الصحيّة في تركيا عام 2015، وبعد أسبوع من عودته إلى الرقة اعتقله تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأمضى 45 يوماً في سجن الملعب هذا.

عن قصّة توقيفه يروي محمد أنّ عناصر التنظيم داهموا منزل عائلته بكثافة عدديّة كبيرة، في الساعة الواحدة من إحدى ليالي شهر رمضان، واعتقلوه مع أخيه التوأم. لكنّهم في تلك الليلة أفرجوا عن أخيه وطلبوا منه إحضار هاتف محمد الخلويّ، ويبدو أنهم كانوا حريصين على الحصول عليه للاطلاع على ما فيه.

وجّه التنظيم لمحمد إليه خمسَ تُهَم، منها أنّه حضر دورة تدريبيّة في معسكرات مغلقة لـ “الجيش الحرّ” في تركيا، ومنها أنّه قاتل ضد التنظيم، وهرّب أحد الأشخاص.

أمضى النهار في سجن الملعب 45 يوماً لم يعرف خلالها أسماء المسؤولين عن السّجن، لأنّهم كانوا مقنّعين عند مقابلتهم، كما كان السجناء معصوبي الأعين.

يستعرض محمد غرفة التحقيق، حيث خضع للاستجواب خمس مرّات، ويروي مجريات تلك الجلسات ونوع الأسئلة التي طُرحت عليه، وأساليب المحقّقين في توريطه للاعتراف بتهم لم يرتكبها، كأنْ يأتوه بشهود زورٍ عليه، ناهيك عن الضرب والجلد بالأنابيب البلاستيكيّة. 

في الزنزانة الانفراديّة “رقم 7” شهد محمد النهار الكثير من التجارب الصادمة، أبرزها استيقاظه مع رفاقه فيها ليجدوا سجيناً كوريّ الجنسيّة مشنوقاً ومتدلياً من السقف. وفي الزنزانة الانفراديّة “رقم 15″، التي أمضى فيها خمسة أيام، يروي محمد قصّة سجين اسمه أنس لم يكن يعرف ما هي تهمته، وقد أُخِذ إلى التحقيق وأُعيد منهاراً من شدة آلام الجلد والتعذيب. وقد أخبره كيف خضع للتحقيق بتهمة ملفقة عن تصوير مقراتهم وإرسال الصور إلى أخيه في تركيا. وقد طلبوا منه أن يتوب ويحضّر نفسه، ولم تمضِ نصف ساعة حتى اقتيد أنس ليُنفَّذ فيه حكم الإعدام على ما يبدو، إذ لم يره محمّد بعد ذلك.

ويقودنا محمد مع الكاميرا في جولة تفصيليّة على مختلف أقسام السجن، نزولاً من على درج المدخل إلى غرف المحقّقين والمنفردات والمهاجع، مبيناً بالتفصيل مواقع الحمامات والمراحيض وشاشة عرض إصدارات التنظيم. كما استعرض الغرف الضيّقة التي كان يُعلّق فيها السجناء بأيديهم إلى السقف، لأيّام أحياناً في ما يُعرَف بوضعية “الشبح”، وهو نفسه بقي مرّة معلّقاً فيها مدّة 24 ساعة تقريباً.

في المهجع الكبير كانوا حوالى 70 سجيناً، من كل الجنسيّات وبتهم متنوعة. ويتحدّث محمد عن يوميّاتهم والتفاصيل المتعلِّقة بالرعاية الصحية المعدومة، والنظافة والطعام، ويقول إن العلاقات والتعاون كانا قائمين بين السجناء، الذي كانوا يتجاذبون أطراف الحديث لكي يمضوا الوقت.

وعن إطلاق سراحه، يروي كيف استُدعي يومها، ولم تُعصب عيناه، فخاف، لكن المحقّق أبلغه أن القاضي الشرعيّ قرّر إطلاق سراحه، لكنّه هدّده مقسماً أنّه سيثبت عليه التهم ويعيده إلى السجن ويقتصّ منه.

بعدها سلموه أغراضه من الأمانات، وأعادوه إلى المهجع، حيث انتظر الإفراج، وفي الوقت نفسه راح أصحابه من السجناء يعطونه، بطريقة سرّية، أرقام هواتف أقاربهم ليتصل بهم ويبلغهم بوجودهم هنا.