المدينة: | منبج |
تاريخ الولادة: | 1981 |
عدد مرات الاعتقال : | مرة واحدة في سبع سجون |
أماكن الاعتقال: | سجن مخفر منبج القديم، سجن الباب، سجن الفندق، سجن المحكمة الشرعية في الباب، سجن البريد في الرقّة، سجن الملعب في الرقّة، سجن مسكنة |
مدة الاعتقال: | ثلاث سنوات |
عندما سيطر تنظيم الدولة على مدينة منبج كان عمران قارصلي يعمل في تجارة الحبوب التي ورثها عن والده، كما اشتغل بتجارة الهواتف الخلويّة.
اعتُقِل أخوه بتهمة حيازة أسلحة مخبأة في منزلهم، ونجح عمران في الفرار بعد أن داهم عناصر التنظيم منزله لاعتقاله هو أيضاً. لاحقاً عاد وسلم نفسه بعد أن أقنع التنظيم عائلته بأن ذلك سيؤدي للإفراج عنه وعن شقيقه. وعلى أثر ذلك بقي في سجون داعش، ما بين منبج والرقّة، ثلاث سنوات ذاق فيها مرّ العذاب.
يذكر عمران كيف نُقِل مع غيره من السجناء إلى سجن الملعب، وكيف طلبوا منهم خلع ثيابهم حتى الداخليّة منها، وأعطوهم بذلة السجن الموحَّدة. كما فرضوا عليهم حلق شعور رؤوسهم وذقونهم مرة في الأسبوع، وبسبب نوعية الشفر الرديئة وعدم توفّر معجون الحلاقة، كانت الجروح تملأ خدودهم ورؤوسهم.
يحكي الشاهد عن أساليب التعذيب الجماعي، منها توقيف المعتقلين في رتلين وإجبارهم على البقاء في هذه الوضعية لساعات طويلة. إضافة إلى طريقة أذى أخرى، وهي أن يفرضوا عليهم الوقوف على شكل كرسيّ، وحين لا يستطيع الصمود، كان يقع أرضاً فينهالون عليه ضرباً بالعصي.
يذكر عمران أيضاً كيف أخذوا منهم الساعات، كي لا يعرفوا مواقيت الصلاة، وقالوا لهم “أنتم لا حاجة بكم إلى الصلاة”، لكنهم كانوا يسمعون أصوات الأذان من أحد مساجد المدينة.
أما عن الطعام فيعترف عمران أنّه كان جيّداً في فترة ما، لكن فيما بعد عادوا وانتقموا منهم بنوعية الطعام الشحيحة والرديئة، وأعطوهم وجبة واحدة في اليوم، من عدس أو شوربة أو معكرونة رديئة جداً وسيئّة الطعم، فكانوا يجبرونهم على تناولها، ويُضطر بعدها السجناء إلى استفراغها في الحمام.
وقد أوهم عمران يوماً أنه يساق إلى الإعدام، بعد أن نُقِل مع غيره إلى سجن في منطقة مسكنة إلى الغرب من الرقة، لكنّه فوجئ عندما نزعوا العصابة عن عينيه ووجد نفسه أمام عناصر من “الجيش الحرّ” في عملية تبادل معتقلين. لم يصدّق أنه طليق حرّ إلا بعد أن رأى الناس في الشوارع والحركة الدؤوبة فيها، وبعد أن ابتعدوا عن مناطق التنظيم.
يختم عمران شهادته بالحديث عن آثار السجن عليه، والمضاعفات التي لا يزال يعاني منها حتى الآن. يروي كيف أنه عندما أيقظوه في اليوم التالي في المنزل، وقف بسرعة وأدار وجهه إلى الحائط متوهّماً أنّه ما زال في السجن. كما أشار إلى ما يعانيه من ضعف جسدي، والتهابات تصيبه من حين إلى آخر، حتى أن أسنانه صارت سهلة التكسر.