المدينة: | الرقّة |
تاريخ الولادة: | 1991 |
عدد مرات الاعتقال: | مرّتان اثنتان |
أماكن الاعتقال: | سجن الملعب، سجن الوادي، سجن الرميلة، سجن فندق أوديسا |
تاريخ الاعتقال في سجن الملعب: | 2015 |
مدّة الاعتقال في سجن الملعب: | شهراً |
يُعرِّف عمر محمد علي حمدان بنفسه على أنّه “مواطن عاديّ”، كان يعمل، قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلاميّة على الرقّة، في مطعم تملكه عائلته.
دخل عمر سجون تنظيم الدولة الإسلاميّة مرّتين، المرّة الأولى في العام 2015 بتهمة تهريب مقاتلين من عناصر التنظيم. والمرّة الثانية في العام 2017 إثر مشاجرة مع جاره الذي اتّهمه بالسرقة. ويروي كيف نَقّلَوه بين عدّة سجون في مدينة الرقّة، من سجن الوادي إلى سجن الرميلة إلى سجن فندق أوديسا، وقد انتهى به الأمر هذه المرّة إلى بتر يده وقدمه بموجب حكمٍ صدر في حقّه.
في شهادته هذه يروي عمر حمدان قصّة اعتقاله الأوّل في سجن الملعب هذا، إذ وقع في كمين نصبه له عناصر التنظيم فيما كانّ يُهرِّب مقاتلاً من الجنسيّة المصريّة. ويصف ما عاشه وعاينه في هذا السجن.
يقول إنه بعد الانتهاء من إجراءات تسليم أغراضه الشخصيّة في غرفة الأمانات، واستلامه ثياب السجن الموحّدة، وهي عبارة عن بدلة رمادية اللون، اقتيد إلى قسم المنفردات التي أمضى فيها 15 يوماً مع سجينين آخرين.
لم يخضع عمر للتحقيق في الأيام الخمسة الأولى، لكن بعدها صار يُقاد معصوب العينين إلى جلسات تحقيق مُكثّفة وعنيفة، ولذلك لم يستطع تحديد موقع غرفة التحقيق في هذه الجولة. وهو يتحدّث هنا عمّا تعرَض له من تعذيب في غرفة مخصّصة لهذا الغرض، ذاكراً طرائق مختلفة، مثل التعليق في وضعية الشبح، أو في وضعية بساط الريح (أداة أشبه بالسرير يثبت عليها السجين ويتعرض للجلد)، والرفع بـ “البالنغو” والجلد بـ “الأخضر الإبراهيمي” (أنابيب التمديدات الكهربائيّة الخضراء اللون).
كما يتحّدث عن أساليب التعذيب النفسيّ، إذ كان السجّان يتلاعب بأعصابه ويوهمه بأنّه سيقاد إلى القصاص (الإعدام) قبل أن يتبيّن زيف هذا الأمر.
ويعترف بأنّه لشدّة الآلام التي عاناها، فكّر في الانتماء إلى التنظيم والعمل في صفوفه للخلاص من هذا التعذيب.
يلفت عمر إلى أنّ السجّانين كانوا عموماً سوريّين وسعوديّين. كما أنّه لاحظ التمييز في المعاملة بين السجناء العاديّين والسجناء المعاقَبين من عناصر التنظيم الذين يسرد قصص البعض منهم، وأسباب سجنهم ويقدّم صورة عن ملامحهم كما يتذكّرها، ويتحدث عن السطوة التي امتلكوها داخل المهجع والتي سمحت لهم بطلب الطعام وغيره من خارج السجن. ولذلك ربما ساد جوّ من التوجّس والريبة بين السجناء خشية أن يكون بعض هؤلاء مخبرين.
وعن يوميّات السجن يقول إنه عندما كان يستيقظ المساجين صباحاً، وعددهم يتراوح ما بين 50 و100، كانوا يوضّبون فرشات النوم، وربّما يغسلون ثيابهم ويتناولون الطعام عندما يحضر، ثمّ يتفرّغون لقراءة القرآن والصلاة في ما تبقّى من ساعات النهار.أمّا عن النظافة فيقول إنهم تولّوا تنظيف المهجع بأنفسهم، وعن الرعاية الصحية يذكر أن طبيباً كان يزورهم أسبوعيّاً ويصف بعض الأدوية للمحتاجين.
ويحاول عمر في شهادته هذه أن يُعطي فكرة عن التراتبيّة وتوزّع المناصب الإداريّة بين جماعة التنظيم، كما فهمها في سجونهم. فهناك الشيخ والأمير والقاضي الشرعيّ. الشيوخ هم عادة السجّانون والمسؤولون عن إدارة السجن، والأمراء هم المحقِّقون الذين يتولّون استجواب المساجين، أما القضاة فهم أصحاب القرار الفصل في إصدار الأحكام النهائيّة.
أخيراً يروي عمر حمدان تفاصيل جلسات التحقيق تلك التي انتهت بقرار مصادرة سيارته وفرض غرامة مالية عليه قبل إطلاق سراحه في تلك المرّة الأولى.