المدينة: | الرقّة |
تاريخ الولادة: | 1978 |
مدّة الاعتقال: | ثمانية أشهر بالإجمال، سبعة أيام منها في سجن الملعب |
مكان الاعتقال: | سجن الملعب (وسجون أخرى) |
يتحدث السجين السابق طلال الشويمي في هذه الجولة عن ملابسات اقتياده إلى “النقطة 11” في سجن الملعب لأسباب أمنيّة، ويروي كيف أدخلوه المهجع الكبير مربوطاً بالجنزير لمدّة ساعتين أو ثلاث قبل أن ينقلوه إلى زنزانة انفراديّة حيث أمضى سبعة أيّام، وهي الزنزانة الأولى في ترتيب الزنزانات كما يقول. كما أنّه يذكر اسم الشخص الذي ألقى القبض عليه والذي كان مسؤولاً عن السجن في تلك الفترة.
يتجوّل طلال في ممرّ سجن الملعب هذا، الذي نُقِلت إليه في مرحلةٍ ما أعمال السجن المعروف بـ”النقطة 11″. يقول طلال إن التنظيّم أنشأ في الملعب لكلّ ملفٍّ أمنيّ مكتباً خاصّاً به، مثل المكتب الخاص بالأكراد، وآخر مخصّص لجماعات النظام، وثالث للقضايا المتعلقة بـ “الجيش الحرّ”، وفي كلّ مكتب محقّقون خاصّون، فللأكراد مثلاًُ محقّق كرديّ يتكلّم لغتهم.
في جولته في الممرّ يستعرض الشاهد الغرف التي يمرّ أمامها لافتاً إلى التعديلات التي طرأت على المكان. كما يدخل بعض الزنازين ليشير إلى شِبَاك من عوارض حديديّة مثبتة في الجدران التي كانوا يربطون عليها من يريدون تعذيبه، ويلفت إلى الأنفاق أو الممرّات التي حفروها عبر الجدران للفرار أو للقتال عندما اشتدّ عليهم الخناق من قوات التحالف الدولي.
ثمّ يدخل طلال المهجع الذي احتجز فيه ساعتين مربوطاً بسلاسل حديدية قبل نقله إلى الزنزانة الانفراديّة. ويذكر كيف التقى في هذا المكان خمسة من معارفه أخبروه بأنه في “سجن الملعب الأسود”، لأنّه كان يجهل أين هو. لكن بقاءه معهم لم يطل إذ اقتيد بعدها إلى زنزانةٍ انفراديّة.
في غرفة التعذيب يُشير طلال إلى موضع الأصفاد الحديديّة التي كان رجال التنظيم يعلّقون بها المساجين من رسوغهم في وضعيّة “الشبح” لعدّة أيام وتحت التعذيب، شارحاً كيف يؤثر ذلك على أعصاب يد السجين وبالتالي يفقده القدرة على استعمالها بصورة طبيعيّة. ثمّ يتجوّل بين الزنازين الانفراديّة مشيراً إلى مواضع التعذيب في جوانب منها.
ويقف طلال أمام الزنزانة الانفرادية التي قضى فيها تسعة أيام في سجن الملعب قبل اقتياده إلى سجن في مدينة الطبقة. ويذكر أنّ عناصر التنظيم كانوا يُسجنون فيها أحياناً فيروي مثلاً كيف سُجِن معه رجلٌ من التنظيم تونسيّ الجنسيّة لأنّه خطّط للانشقاق، وأخبره أنّ التنظيم صفّى بعضاً من جماعته الذين أرادوا الانشقاق. ثمّ يتتبّع في الزنزانة كتابات السجناء المحفورة على الجدران.
يقول طلال إنّه كان ممنوعاً من الكلام مع سائر المساجين في الانفراديّات الأخرى، ومن يخالف يُطمّش ويُؤخذ للتحقيق فيُترك مثلاً واقفاً في الممرّ لساعات طويلة، كوسيلة تعذيب.
ثمّ يستعرض قسماً آخر من الزنازين المنفردة في سجن الملعب، ويتوقّف عند ما يُعرف بين رجال التنظيم بزنزانة “بيت الكلب”، وهي زنزانة منخفضة شديدة الضيق، يعجز المعتقل عن التحرّك في داخلها بحيث يُضطر إلى التكوّر على نفسه مثل الجنين، ويُترَك فيها طوال أيام حتّى تتيبَّس أطرافه.
الشاهد لم يعطِ تفاصيل دقيقة عن الحياة اليوميّة في سجن الملعب، كونه لم يمضِ فيه سوى سبعة أيّام وفي زنزانة انفراديّة، لكن المعلومات التي أعطاها عن أقسام السجن والزنازين وتوزيعها ووجهات استعمالها تبدو مثيرة للاهتمام وتضيء على جوانب كثيرة من أساليب تعامل عناصر التنظيم في السجن.