المدينة: | الحمدانيّة |
تاريخ الولادة: | 1997 |
تاريخ الاعتقال: | العام 2001 |
مدة الاعتقال: | حوالى سبعة أشهر |
أماكن الاعتقال: | سجن الأحداث، الموصل |
اعتقل سعد سالم عبد الله مع صديقين له عام 2001، وهو في الرابعة عشرة من عمره لعمله في تهريب الأرز، وهو ما كان يوفر به مدخولاً بسيطاً يقي عائلته العوز.
يقول سعد إنه أُخذ بدايةً إلى مقرّ “حزب البعث” في منطقة البرطلة قرب الموصل، حيث بقي يومين، قبل أن يُحوَّل إلى مركز للشرطة، ومن هناك حوّل إلى قاضٍ في منطقة الحمدانيّة، فحكم عليه بالسجن ستّة أشهر، ونقل إلى سجن الأحداث في الموصل ليقضي محكوميّته.
يقول سعد إن السجّانين عاملوه بقسوة مفرطة، ويروي كيف أحسّ بالخوف الشديد وغرق في البكاء وعانى ليلاً من الضيق والاختناق.
كان في السجن صِبية متّهمون بجرائم قتل وسلب وسرقة، بحسب سعد، وكانوا جميعاً مجبرين على النوم عند الساعة العاشرة والاستيقاظ عند السابعة، بينما يسمح لهم بالخروج إلى الساحة للتشمّس حوالى نصف ساعة يومياً فقط.
يقول سعد إن عددهم في القاعة كان حوالى 250 صبياً، ينامون جنباً إلى جنب على فُرشٍ أتى بها أهلهم. وكان طعامهم يحضر إلى القاعة، التي احتوت أيضاً الحمام ودورة المياه. بعد فترة من دخوله تحسّن الوضع قليلاً لأنّ مسؤولي السجن كانوا يرمّمون القاعات وينقّلونهم أو يقسِّمونهم بينها، كما نُظّفت القاعات جيِّداً وأتوهم بأسرّة ومناضد لترتيب الأغراض عليها.
بحسب شهادة سعد كانت القاعة الجماعية فسيحة جدّاً، وتضمن السجن أيضاً غرفتين يعزلون فيهما الأحداث الجدد ممّن هم أصغر عمراً.
لا يذكر سعد وجود جواسيس بينهم، لكن القاعة احتوت مراقبين، ومنهم اثنين كانا يدبّان الرعب في قلوب السجناء، كما يتحدث عن بعض التمييز داخل السجن، وعن فساد السجانين الذين كانوا يتقاضون منهم المال كي لا يؤذوهم جسدياً أو نفسيّاً.
ويتذكر كيف تعرض للضرب مرة بعد مشاجرة مع أحد السجناء، إذ رُبِط وضُرِب على قدميه حتّى تورّمتا، وعندما أنزلوه طلبوا منه أن يركض، فصار يبكي من الألم. الأمر ذاته حدث لسجينين تشاجرا فجُلِدا أمام الآخرين بكابلات الكهرباء بقسوة. ولكن الشاهد لا يتذكّر وقوع أي مضايقات أو حوادث تحرّش جنسيّ، بل كان السجناء مقسّمين في جماعة متضامنة فيما بينها، من ثمانية أو تسعة من الأصحاب أو الأصدقاء، وما من فريق يتعرّض للآخر.
في أوقات الطعام كانت يوزّع عليهم خبز الصمون مع بيضتين عند الفطور، وربما مع قطعتي جبن، وعند الغداء كما العشاء الأرز مع الحساء. أما الرعاية الصحية فكانت شبه معدومة.
وعن الزيارات يقول سعد إنها تحوّلت من مقابلات عبر النوافذ إلى اجتماع في الساحة الخارجية، حيث يبقون مع أهلهم وذويهم مدّة ساعة دون قيود، ثم يفتّشون أغراضهم قبل إعادتهم إلى الداخل.
برأي سعد فإن سجن الأحداث لم يوفر للصبية أي رعاية نفسية أو إصلاح أو توجيه تربويّ، بل على العكس يرى أن البعض تعلّموا الفساد والإجرام من السجن، وأمعنوا لاحقاً في جنوحهم. كما لم تزرهم في فترة سجنه أي من مؤسّسات رعاية الأطفال.
ومن الأمور اللافتة التي يذكرها أنّه رأى في السجن فتى اسمه عمر، وكان ابن أحد المسؤولين في الدولة، اتهم باغتصاب ابنة جيرانهم وقتلها،لكنه حظي رغم ذلك بمعاملة خاصّة، كغيره من أبناء المسؤولين الذين كان بعضهم متّهمون بالقتل أو الشروع في القتل.
خرج سعد من سجن الأحداث بعد أن أتم مدّة محكوميّته، وقد اضطر أهله لاستدانة المال، بهدف دفع الغرامة التي ترتبت عليه.