Testimony

سامي عبد خليل

المدينة: الموصل
تاريخ الولادة: 1974
عدد مرّات الاعتقال: مرتين
تاريخ الاعتقال: 1991 و2015
مدة الاعتقال: شهر في زمن حكم صدام حسين، و12 يوماً في زمن تنظيم الدولة
أماكن الاعتقال: سجن الأحداث، وسجن آخر في الموصل

دخل سامي عبد خليل السجن مرّتين، الأولى في زمن حكم صدام حسين عام 1991، والثانية في العام 2015 في زمن سيطرة تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش”.

في القسم الأوّل من شهادته يروي سامي قصّة اعتقاله الأوّل، نتيجة شجار بينه وبين عنصرين أمنيّين في محل خضار يعمل فيه، ولم يكن عمره قد تجاوز 17 عاماً حينها. في مركز الشرطة الأوّل الذي سلّم نفسه فيه بطلبٍ من والده لأسباب عشائريّة، خضع للتحقيق، ويذكر في شهادته أنّه تعرّض للتعذيب والجلد بخرطوم المياه البلاستيكيّ، وبعد خمسة أيام نُقِل إلى سجن الأحداث في انتظار حكم القضاء.

يحكي سامي عن مشاهداته ومعاناته في هذا السجن. في القاعة أسرّة بطوابق، ولكلّ سريره يضع أغراضه الخاصة عليه بقربه. ويقول إنهم كانوا يمضون وقتهم في التحدّث بين بعضهم البعض عن مشاكلهم وقضاياهم. 

يؤكد سامي في شهادته هذه أنه لم يتعرض للتعذيب، ولم يدخل السجن الانفراديّ، لكن بسبب ما شاهده هناك دبّ في قلبه الرعب، إذ يذكر كيف كانوا يستدعون أحد السجناء إلى التحقيق، ويعودون به بعد ثلاثة أو أربع ساعات، أو أيام مُستَنْزَفاً من التعذيب. كما أنّ أحد السجناء قد حُكم بالإعدام، وكانوا في انتظار بلوغه السنّ القانونيّة لتنفيذ الحكم. وقد علِم أن الحكم نُفِّذ فيه فعلاً.

كلّ هذا جعله يلزم الحذر ويتجنّب الاختلاط والتعاطي مع الآخرين خوفاً من تواجد جواسيس بينهم، وخوفاً من وقوع أيّ خلاف أو شجار يودي به إلى التعذيب.

يتحدث سامي عن نظام السجن من التعداد الصباحي حتى المسائي، وخروجهم إلى الساحة الخارجيّة، مروراً بأوقات الطعام. ويصف أن الطعام كان جيداً إلى حدّ كبير، ثلاث وجبات غنيّة تأتيهم يوميّاً، لكنّ هذا لا يُعوِّض سوء المعاملة والتعامل، وانعدام النظافة بسبب شحّ المياه، وعدم الاستحمام يوميّاً، ما أدّى إلى انتشار القمل والجرب بينهم.

وعن الرعاية الصحّية يقول إنها كانت معدومة داخل السجن، ومَن يصبْه عارض ما كان يُنقَل في سيارة الإسعاف إلى مشفىً قريب.

يذكر الشاهد أنّ الزيارات كانت مسموحة، ويصف عن يوم الزيارة ولقائه بوالدته، ودرجة القهر التي كان يشعر بها في تلك اللحظات.

ومن الأمور اللافتة التي أشار إليها فساد عناصر السجن، فقد كانوا يصادرون الدخان الذي يأتيهم به الأهل، لأنّه محظور، ثم يعودون ويبيعونهم إياه سراً، إما بالمال، أو مقابل البيض الذي يأتيهم مع الفطور.

أمضى سامي شهراً في هذا السجن، ثمّ بعد سعي ومتابعة من والده، صدر حكمٌ بإطلاق سراحه. وبعد خروجه لم يعد للمدرسة، وصار يتحاشى إلى حدٍّ كبير الاختلاط بالناس.

ثمّ يحكي سامي عن اعتقاله الثاني بعد نحو 24 عاماً من الاعتقال الأول، عند تنظيم الدولة، وحينها كان يعمل في تهريب أفراد من جيرانه الشيعة إلى خارج الموصل، وكان في حيّه أشخاص مرتبطين بالتنظيم نقموا عليه، فلفقوا له تهمة تهريب الدخان والاتّجار به، لعدم وجود أي ثبوتيات حول تهريب الجيران.

سيق سامي في سيّارة مظلّلة، إلى بيت في منطقة الفيصليّة، حيث اعتقل مع نحو 200 آخرين. وبعد يومين أخذه عناصر التنظيم إلى غرفة التعذيب حيث شدّوه إلى “الحنتورة” مقلوباً رأساً على عقب، ويذكر كيف وضعوا وسادة على وجهه لكي لا يُسمَع صراخه خارج المنزل، وكيف كان الضرب يستمرّ ساعتين إلى أن يغيب عن الوعي.

يقول سامي إنه بقي في هذا السجن 12 يوماً، ضُرِب وعُذّب فيها على مدى تسعة أيام، صباحاً وعصراً.

بالرغم من شدة التعذيب لم يعترف بتهمته، لكنّهم فرضوا عليه غرامة مالية بقيمة 23 مليون دينار عراقي (نحو 20 ألف دولار أمريكي)، وإذ قال إنه لا يملك المال أتوا بوالده إلى السجن، وفي النهاية صادروا سيارتَيْه. يقول سامي إنه ما يزال حتى الآن يحمل آثار التعذيب، خلعاً في كتفه وكسوراً في مشطَي رجليه.