المدينة: | الموصل |
تاريخ الولادة: | 1976 |
عدد مرات الاعتقال: مرّة واحدة | مرّة واحدة |
تاريخ الاعتقال: | 28 حزيران/يونيو 2014 |
مدة الاعتقال: | عشرين يوماً |
أماكن الاعتقال: | سجن الأحداث، سجن دار الضيافة، سجن القائمقاميّة، الموصل |
رائد صباح جاسم، عاملٌ من الموصل. كان متزوّجاً بامرأة شيعيّة من البصرة، وكان هذا سبب اعتقاله، فعند دخول تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش” المدينة اتّهم بأنّه شيعيّ، وبأنّه هرّب زوجته من المدينة.
يروي رائد كيف داهموا منزله عند حوالى الساعة الثانية ليلاً بطريقة وحشية، فعصبوا عينيه وكبّلوا يديه وأخذوه، مع عدّة أشخاص بينهم والده وأخوه مهنّد، إلى سجن الأحداث الأمنيّ.
يروي ما تعرّضوا له خلال إدخالهم السجن، من ضرب وصفع وركل وتعنيف، وشتائم واستهزاء وكلام بذيء وإهانات. ويقول إنه سمع أثناء دخوله أصوات صراخ السجناء تحت التعذيب، كما يذكر وجود سجن للنساء داخل المكان، سجنت أخته الحامل فيه عشرة أيّام.
ونقل عن أخته أنّ السجانين كانوا يدخلون على النساء وينصحونهنّ بقراءة الفاتحة على “أبيها، أو أخيها” على أساس أنهم أُعدِموا. فعاشت حالة رعب وأصيبت باضطرابات عصبيّة، وخسرت جنينها عندما خرجت بسبب ما عانَتْه من ترهيب.
يقول رائد إنّهم في التحقيق، أرادوا منه الاعتراف بأنّه شيعيّ ومتعاون مع الجيش، وبأنه يعاديهم ويحتقرهم ويسخر منهم ومن أشكالهم. ويصف أساليب التعذيب مثل الضرب بالعصا على القدمين، أو الجلد بالجنزير، أو الصعق بالكهرباء. ناهيك عن “التزريف” (ثقب بعض المواضع في الجسم بالمثقب الكهربائيّ)، وقلع الأظافر وقطع الأصابع. ويشير إلى آثار الثقوب البادية في قدميه، إضافة إلى أثر حروق بـ”الهيتر” (السخّان الكهربائي).
يروي رائد كيف كسّر عليه المحقّق عصا البلياردو لأنه قال له إنه عرفه، وكيف راح يضربه على موضع العمليّة التي كان قد أجراها في قدمه قبل شهر تقريباً، وكيف غاب عن الوعي عندما ثقبوا قدميه، فرموه في الممرّ خارجاً تحت حرارة الهواء الساخن الخارج من أجهزة المكيّفات.
هذا التعذيب، بأنواعه وفنونه الوحشية، طال كلّ السجناء ومنهم أخوه الذي سال الدم من كلّ مكانٍ في جسمه وصار يبول دماً، ومنهم من مات تحت التعذيب، ومَن تشوّه مثله هو. ويصف رائد المحجر الانفراديّ، الضيّق (متر بمتر) والمظلم حيث التعذيب الجسدي أيضاً لا يقلّ عمّا هو عليه في غرفة التّحقيق.
يذكر الشاهد وجود حوالى 200 شخص في السجن، عائلات بأكملها أتوا بها، بصغيرها وكبيرها، رجالها ونسائها.
أما في القاعة فكانوا 30 إلى 40 معتقلاً متّهمين بكونهم من الشيعة، أو بالتجسّس والتعامل مع الجيش والتحالف الدولي، إضافة لعدد من عناصر التنظيم المعاقبين، الذين تحاشى رائد ومن معه الاختلاط بهم خشية أن يكونوا مخبرين، فلم يكن يتحدّث إلا مع أبيه وأخيه.
وفي حالة الخوف هذه يقول رائد إنهم ما كان لهم سوى الصلاة والدعاء وقراءة القرآن، يُمضون فيها أيامهم، إذ منعت الزيارات وكل تواصل مع الأهل. وعن الرعاية الصحية يقول إنها كانت معدومة كلّياً، بالرغم من وجود أصحاب أمراض مزمنة، وتفشّي الأمراض الجلديّة مثل الجرب.
الطعام كان عبارة عن خبز صمون مع قطعة جبن، والغداء “رديء جدّاً وقليل لا يكفي ولا يُشبِع”، أما النظافة ووسائلها لم تكن متوفّرة، فلا ماء حتى للوضوء، وهو لم يستحمّ طوال الأيام العشرة التي أمضاها هنا.
يروي رائد قصّة قصف السجن وتهدّمه، ومقتل ما يقارب 100 سجين، أما هو فقد نجا مع الناجين، ونقل إلى سجن “دار الضيافة” ومنه إلى سجن “القائمقاميّة”.
يروي رائد كيف عُرِض في سجن “القائمقاميّة” على القاضي، الذي أمر بإطلاق سراحه. ردّوا له أماناته، وأطلقوه حافياً في الشارع، فعاد إلى أهله وعائلته وسط بكاء الجميع، وقد فرضت عليهم الإقامة الجبرية وظلّوا تحت المراقبة طوال وجود التنظيم في المدينة، وهو لا يزال يعاني حتى اليوم حالات عصبيّة وكوابيس.