المدينة: | الكشكيّة |
تاريخ الولادة: | 1987 |
عدد مرات الاعتقال: | مرّة واحدة |
مدة الاعتقال: | 23 يوماً |
أماكن الاعتقال: | سجن كتيبة البتّار/ الحاوي |
تاريخ الاعتقال: | كانون الثاني/يناير 2015 |
خلف أحمد المحمد، أب لأربعة أولاد وخريج كلية الاقتصاد، عمل مدرّساً وزاول مهناً حرّة مختلفة متنقلاً بين مدينة الكشكيّة وبلدة السوسة في البوكمال بدير الزور، أثناء سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على المنطقة.
اعتُقل خلف مطلع العام 2015 على يد عناصر من التنظيم، يتكلمون باللهجتين العراقيّة والسوريّة، حيث أخذوه من منزله عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل واقتادوه إلى سجن كتيبة البتّار في منطقة الحاوي. وهو عبارة عن منزل مؤلف من طابقين استولى عليه التنظيم وحوّل غرفه إلى قاعات اعتقال وتحقيق وتعذيب.
عند مدخل هذا المنزل، يقف خلف مجدداً ويروي كيف وصل إلى المكان معصوب العينين ومقيد اليدين، متحدثاً في شهادته عن معاناة السجناء وعدم تصديقهم أنّهم سيخرجون أحياءً من هذا المكان.
أمّا عن سبب اعتقاله، يقول الشاهد إن التنظيم اتهمه بالتواجد في مشفى المنطقة ومساعدة المصابين من مقاتلي عشيرة الشعيطات. لكنه أنكر التهمة مؤكّداً أنّه كان هناك برفقة أحد أفراد عائلته لمساعدته وإسعافه.
يروي خلف كيف خضع للتحقيق مرّتين على أثر تلك التهمة، حيث تعرّض للتعذيب بمختلف أنواعه من “شبْحٍ” وضربٍ وصفعٍ وجلْدٍ بالكرباج والعصا.
ويقول إن السجّانين كانوا من مناطق مختلفة من سوريا والعراق كما بدا من لهجاتهم، ذاكراً أسماء بعض المسؤولين والعناصر، إضافة إلى الألفاظ والكلمات الطارئة التي كان يسمعها منهم.
كما يذكر أسماء بعض المساجين الذين كانوا معه، والذين وصفهم السجّانون بـ”الكفّار” و”المرتدّين”.
وأثناء تنقّله أمام الكاميرا بين غرف التحقيق والتعذيب والاعتقال، يستذكر الشاهد الأسئلة التي طُرحت عليه حول سبب تواجده في المشفى وانضمامه إلى “الجيش الحرّ”. وعند وصوله إلى غرفة التعذيب يصف خلف أشكال التعذيب التي تعرّض لها وخصوصاً تعليقه بالسقف وضربه وجلده.
وعلى اعتبار أنه كان معصوب العينين، لم يتمكن من التعرف على وجوه المحقّقين والسجانين والجلادين، كما أنه لم يشاهد محتويات الغرف التي مرّ بها. لكنه تحدث عن غرفة الاعتقال ومحتوياتها، وعن مستوى النظافة “المتدنّي” والطعام “الشحيح” الذي كان يُقدَّم للسجناء.
ووفق الشاهد لم يتمكن السجناء من الاستحمام بسبب شح المياه، وكان مسموحاً لهم بالذهاب إلى المرحاض مرّتين في اليوم لكن على عجل، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ الرعاية الطبية كانت “معدومة”.
وبعد ثلاثة وعشرين يوماً من الاعتقال والتحقيقات والتعذيب، تأكّد القاضي الشرعي (عراقي الجنسيّة) من براءة خلف وحكَمَ بإخلاء سبيله، حيث اقتاده عناصر التنظيم بسيارة إلى جسر العشارة وأطلقوا سراحه هناك. فعاد إلى عائلته التي كانت قد فقدت الأمل بعودته حيّاً، وفق ما يقول.