المدينة: | الكشكية |
تاريخ الولادة: | 1989 |
عدد مرات الاعتقال: | مرّة واحدة |
مدة الاعتقال: | أسبوع واحد |
مكان الاعتقال: | سجن كتيبة البتّار |
تاريخ الاعتقال: | آب/أغسطس العام 2014 |
اعتقل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) حمدان علاوي عبدالله في آب/ أغسطس من العام 2014 في بلدة البحرة بالبوكمال، وكان حينها طالباً جامعياً في السنة الأخيرة للتخرج.
يروي حمدان كيف قبض عليه عناصر ليبيّون تابعون للتنظيم مع مجموعة من أقاربه المنتمين لعشيرة الشعيطات، ليمضي أسبوعاً في سجن كتيبة البتّار بمنطقة الحاوي.
واجه حمدان تهماً تتعلق بالقتال مع عشيرة الشعيطات ضد التنظيم، رغم نفيه لذلك، مرجعاً تلك الاتهامات إلى “كره” التنظيم للعشيرة كونها كانت من أوائل من تصدى للتنظيم وأوقع خسائر في صفوفه، وفق تعبيره.
نُقل حمدان مع سائر الموقوفين إلى سجن كتيبة البتّار التي تضم عناصر ليبيّين ومغاربة يتكلّمون لهجة “غريبة”، في حين كان المحقّق شاميّاً كما بدا من لهجته. أمّا المعتقلين فكانوا بحسب كلامه من أبناء الشعيطات غالباً.
يقول الشاهد إن التحقيق بدأ منذ اللحظات الأولى لاعتقاله، واستمر طوال فترة الاعتقال مترافقاً مع الضرب والتعذيب. مشيراً أن المحققين أرادوا معرفة مَنْ شارك من أبناء الشعيطات في القتال ضدّهم، وفرزوهم على هذا الأساس.
كما أصر عناصر التنظيم على اختبار المعلومات الدينية للمعتقلين، ما دفع حمدان لتعليم السجناء “أصول الدين” خاصة صغار السن، كي يجنّبهم العقاب في حال لم يجيبوا على أسئلة السجانين، وفق ما يقول.
ويتحدّث الشاهد عن التعذيب العشوائيّ الذي تعرّض له السجناء جسديّاً ونفسيّاً، مشيراً إلى أن بعضهم أُعدِم على بعد 100 متر من السجن.
وكذلك، يتحدث حمدان عن أعمال السخرة التي فُرِضت عليهم، من رعاية المواشي في محيط السجن وتحميل الأسلحة والذخائر، إلى حمل المياه من الآبار المجاورة ونقلها للسجن.
ورغم تواجدهم في الخلاء لفترات طويلة، يقول إنه ومن معه لم يفكروا بالفرار أبداً، لأنهم كانوا يعلمون أنّ مصيرهم سيكون الموت كحال الكثير من الأشخاص الذين شوهدت جثثهم مرمية على الطرقات وفي محيط منطقة السجن المعزولة.
ومن داخل القاعة التي اعتُقل فيها، يستذكر الشاهد عدد المعتقلين الكبير والكتابات التي تركوها على الجدران. كما يتحدث عن ظروف الاعتقال لافتاً إلى أنّ المياه كانت متوفّرة في الأيام الأولى، لكنها انقطعت بعد ذلك وصاروا ينقلون الماء من الآبار القريبة للاستحمام، وسط غياب مواد التنظيف.
لم يكن يسمح للمعتقلين بدخول الحمام إلا مرتين في اليوم، وفق حمدان، مشيراً إلى أن البعض أصيبوا بالإسهال والقيء دون أن يتلقوا الرعاية الصحية اللازمة.
وعن الطعام، يقول إنه كان قليلاً وتألّف من خبز جاف أو من بقايا طعام عناصر التنظيم.
يقول حمدان إن التنظيم أطلق سراحه بعد أن تأكّد من عدم مشاركته في القتال، لكن أثناء عودته للمنزل شاهد جثث ضحايا التنظيم المرميّة على الطرقات، والتي كانت تُحرَق بإشعال دواليب السيارات فوقها.
كل ذلك ترك أثراً نفسياً “سيئاً” لدى الشاهد، الذي اعتزل داخل منزله لمدة شهرين بعد الإفراج عنه، ثم اضطر بعدها إلى الالتزام بقوانين وقواعد اللباس والسلوك التي فرضها التنظيم، كي لا يُعرّض نفسه لتجربة اعتقال مماثلة.