Testimony

حذيفة الإبراهيم

المدينة: الرقّة
عدد مرّات الاعتقال: مرّة واحدة
مدة الاعتقال: ستّة أيّام
أماكن الاعتقال: سجن الملعب، الرقّة
تاريخ الاعتقال 2015
تاريخ الولادة 1984

يقدّم حذيفة الابراهيم معلومات وافية عن جلسات التحقيق الطويلة والمكثّفة التي خضع لها، والتي زادته تشوّشاً وقلقاً
في ذلك الوقت. فالمحقّقون لم يوجّهوا إليه تهمة مُحدَّدة كي يدافع عن نفسه. بل تركز التّحقيق معه حول معرفته
بصديق يدعى أسامة كان مطلوباً لدى التنظيم، إلى جانب أسئلة عن تواصله مع أشخاص مقيمين في الخارج،
وكذلك عن عقيدته ومدى التزامه الدينيّ.
ويلفت حذيفة إلى درجة الاهتمام التي أولاها رجال التنظيم لتغطية عيون المساجين، وكيف أنّهم في إحدى المرّات
وضعوا له عصابتين اثنتين للتأكُد من أنه لا يرى شيئاً من تفاصيل غرفة التحقيق، وعلى الأخصّ وجوه المحقّقين.
مع ذلك، وبالاعتماد على حاسة السمع وحسب، استنتج الشاهد أنّ أبعاد الغرفة لم تكن كبيرة وأنها في أحيان كثيرة
ضمّت أكثر من محقّق في نفس الوقت، ولذلك لم يستطِع وصف موجودات غرفة التحقيق بدقّة باستثاء طاولة يقول
إنه ميَّزها حين ارتخَت العصابة قليلاً عن عينيه.

ويحكي حذيفة عن أساليب التعذيب النفسيّ والتلاعب بأعصاب المساجين، فيتحدّث عن لحظات قاسية لا تنسى عاشها
ومن معه في المنفردة حينما رمى السجّان لهم بدلات الإعدام البرتقالية من دون أن ينبس بكلمة، فظنّ المعتقلون، عند
رؤيتهم هذه البدلات، أنّ موعد إعدامهم قد اقترب، وراح أحدهم يبكي، قبل أن يكتشفوا أنّ ذلك كان مجرد لعبة نفسية
أراد منها السجّان التلاعب بهم.
ويفصِّل حذيفة يوميّاته في الزنزانة، وكيف كان ومن معه يأكلون الطعام المقدَّم لهم، والمؤلف غالباً من البرغل
والخبز، أو يقرأون الكتب المتاحة لهم وبعضها من تأليف سيد قطب، إلى جانب مطبوعات دينيّة اعتاد التنظيم فرض
قراءتها وحفظها في دوراته الشرعيّة.
أمّا عن النظافة فهو يذكر درجة قذارة الزنزانة الانفراديّة الضيّقة التي احتجز فيها مع سجناء آخرين، وكيف حاولوا
تنظيفها والعناية بنظافتهم الشخصية بالاعتماد على الماء وحده، خوفاً من الجرب ومن الحشرات التي ملأت فرشات
النوم. كما أكّد الشاهد معاناة المعتقلين من نقص العناية الطبيّة، فهو مثلاً لم يستطع الحصول على مرهمٍ للحساسيّة
بالرغم مِن مطالبته به.
ويذكر حذيفة إحدى المصادفات، حين وقعت مشادّة كلاميّة بين سجان ومعتقل، وسرعان ما عرف من صوت
المعتقل أنّه صديقه جمال، الذي عمل معه في المجلس المحليّ في الرقّة. ويبدو أنه كان معتقلاً معه في نفس السجن،
وربما للأسباب ذاتها. وقد حاول أن ينادي صديقه لكن خوفه خنق صوته فلم يصل إلى مسمع جمال.
بعد قضائه ستة أيام في سجن الملعب، وخضوعه لعدة جلسات تحقيق ترافقت مع التعذيب، ومن دون وجود تهمة
واضحة له، قرّر المسؤولون عن سجن الملعب إطلاق سراح حذيفة، بعد أن حذروه من التواصل مع جهات خارجيّة
وأمروه أن ينسى تماماً تجربة سجنه في الملعب، وأن يتجنّب الحديث عنها أو ذكرها أمام أي شخصٍ آخر.