Testimony

جاسم المحمد

المدينة: الكشكيّة
تاريخ الولادة: 1989
عدد مرات الاعتقال: مرّة واحدة
مدة الاعتقال: 11 يوماً
مكان الاعتقال: سجن حلاوة
تاريخ الاعتقال: 2016

جاسم المحمد، متزوج وله أطفال وهو خريج معهد إدارة الأعمال والتسويق. اعتقله تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في تموز/ يوليو من العام 2016 بتهمة الإتجار بالدخان، وسُجِن أحد عشر يوماً في سجن حي حلاوة ضمن بلدة أبو حمام بدير الزور.

يروي جاسم المحمد كيف داهم عناصر التنظيم منزله واعتقلوه على خلفية المعارك بين عشيرة الشعيطات والتنظيم، مؤكداً عدم مشاركته في تلك المعارك.

وحين وقف مجدداً عند مدخل السجن، استذكر كيف أمضى ليلة كاملة في غرفة انفرادية قبل أن يُنقل إلى قاعة مكتظة بالمساجين. كما تحدث عن تقسيمات السجن الذي يتألف من طابقين، حيث ضمّ الطابق الأرضي أربع زنزانات انفراديّة “شديدة الظلام” وقاعتي اعتقال جماعي.

يقول الشاهد إنّ المساجين كانوا عموماً من أبناء الشعيطات، إضافة إلى آخرين متّهمين بالإتجار بالدخان. أمّا عن السجّانين فيقول إن معاملتهم كانت متباينة، فمنهم من كان “قاسياً” ومنهم من تعامل بـ “رفق ولين” مع السجناء.

لكن ما ذاع عن التنظيم حينها وكيفية قتله للمدنيّين أوقع السجناء في حالة من الخوف والقلق والترقب، حيث قضوا أوقاتهم في الصلاة وفي إسعاف المصابين تحت التعذيب، بحسب الشاهد.

تركّز التحقيق مع جاسم حول تجارته بالدخان وطرق تهريبه والأرباح التي كان يكسبها، إضافة إلى سؤاله عن مقاتلين مطلوبين من أبناء عشيرته. لافتاً إلى أنّ المحقّقين كانوا من جنسيات مغربية وتونسية وبعضهم كان من أبناء المنطقة.

وعن أشكال التعذيب الذي تعرّض له، يقول جاسم إنه شمل الضرب بالعصا والتعليق بوضعية “الشبْح” أو “العقربة”، إذ تمثلت الوضعية الأخيرة بتعليق السجين في السقف بيديه ورجليه بعد جمعها وراء ظهره، لافتاً إلى أن التعذيب ترافق مع وصف السجانين له بـ “تاجر المنكرات”.

ويتطرّق الشاهد أيضاً إلى أصوات التعذيب التي كانوا يسمعونها، ويستذكر كيف كانت تُفرض عليهم مشاهدة إصدارات التنظيم على شاشة بلازما كبيرة تُعلَّق في القاعة، كنوع من التعذيب النفسي.

ومن قاعة الاعتقال ذاتها التي احتُجز فيها سابقاً، يتحدّث جاسم المحمد عن ظروف الاعتقال لافتاً إلى أنّ النظافة كانت “مقبولة نسبياً” لأن السجناء كانوا يهتمون بها، لكن الفُرش والأغطية لم تُشمَّس أو تُنظّف منذ زمن ما أدى لانتشار الحشرات فيها، وبالتالي إصابة المساجين بالأمراض الجلدية، وسط غياب الرعاية الصحية، وفق ما يقول.

ويضيف أن الحمام كان مفصولاً عن القاعة بستارة فقط، ما أفقد المساجين خصوصيتهم. لكن المياه كانت متوفرة وهو ما سمح لهم بالاستحمام وتنظيف القاعة.

لم يكن الطعام كافياً بالقدر المطلوب، وفق ما يقول جاسم، موضحاً أنه كان يأتي من المواد التي صادرها التنظيم من المحلات التجارية في المنطقة.

كما لم يُسمح للمساجين بتلقي الزيارات العائلية، خاصة بالنسبة لأبناء الشعيطات الذين وُصفوا بـ “المرتدين” وكانوا يتلقون معاملة “أكثر تشدداً وقسوة”، وفق جاسم.

وحول خروجه من السجن، يقول جاسم إن القاضي الشرعي حكم عليه بدفع غرامة مالية وقدرها خمسون دولاراً عن كل صندوق دخان يملكه، ما أوجب عليه دفع مبلغ مائتي دولار، ثم أُطلِق سراحه في اليوم الحادي عشر بعد دفع الغرامة.

تلك التجربة لم تكن عابرة بالنسبة لجاسم، الذي تحدث عن معاناته من حالة ذعر دائمة بعد خروجه من السجن، وهو ما دفعه إلى الالتزام بالقيود والتعليمات التي فرضها التنظيم على سكان المناطق الخاضعة لسيطرته، قبل أن يفر من الكشكية نحو الحسكة.