المدينة: | الموصل |
تاريخ الولادة: | 1969 |
عدد مرات الاعتقال: | مرة واحدة |
تاريخ الاعتقال: | 2014 |
مدة الاعتقال: | أسبوع واحد |
أماكن الاعتقال: | سجن الأحداث، الموصِل |
ثامر إلياس حسين متزوج وأب لأربعة أولاد. عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش” على الموصل، عام 2014، اعتقله مع عائلته وأولاده وأقربائه القاطنين في جواره في منطقة نينوى الشرقيّة، بحجّة انتمائهم إلى المذهب الشيعيّ.
يتذكر ثامر بمرارة كيف رأى أمه، التي يزيد عمرها عن الخمسة وسبعين عاماً، تُقاد إلى الأسر وهي تعاني من ظروف صحّية حرجة. وقد نُقِلوا في باصات خاصّة، إلى سجن الأحداث، بعد أن فصل عناصر التنظيم الرجال عن النساء والأطفال.
تفاجأ ثامر بوجود سجن الأحداث، وبالعدد الكبير من المعتقلين فيه، حتى أنه شعر، كما يصف في شهادته هذه، بالاختناق وتمنّى الموت، إذ لم يكن يعلم مصير زوجته وأولاده وأمّه، وما زاد في مرارته ويأسه هو العزلة التي عاشها والشعور بعدم الأمان بسبب تجنّب سائر السجناء الاختلاط بهم، لأنّ تهمة الانتماء للمذهب الشيعي كانت خطيرة جداً.
يروي ثامر حرقته وبكاءه وهو يفكرّ في مصير أمّه وعائلته، حتى أنّه امتنع عن الأكل وتمنّى الموت. صار فيما بعد يمضي وقته في النوم والصلاة، في تلك القاعة القذرة، ذات الروائح الخانقة المنبعثة من الحمامات، والمنعزلة عن عالم السجن، فلا يُفتح بابها إلا لإدخال سجناء جدد.
يقول الشاهد إنه فقد شهيته ولم يكن يأكل إلا القليل من الطعام الذي كان عبارة عن جبن وخبز وشاي للفطور، والأرز مع المرق مساءً، وبكمّيات قليلة لا تكفي جميع السجناء. أما عن العناية الصحّية فيقول إنها لم تكن متوفّرة، وقد انتشر القمل ومرض الجرب.
يذكر سامر أن النظافة كانت شبه معدومة، لاكتظاظ القاعة بأكثر من 60 سجيناً، ولوجود المغاسل والحمامات داخلها، إضافة لعدم توفر مواد ولوازم التنظيف باستثناء الماء، لذلك بقي دون استحمام طوال الأسبوع الذي أمضاه في سجن الأحداث هذا الذي شبّهه بـ”زريبة حيوانات”.
يتحدّث ثامر إلياس حسين عن لحظات التحقيق الحرجة، إذ كان يدرك أنّ الكلام الذي سيصدر عنه سيلعب دوراً حاسماً في تقرير مصيره، خصوصاً أنّ رجال التنظيم لم يثبتوا عليه أيّ دليل في منزله يثبت انتمائه إلى المذهب الشيعيّ. ويقول إنه نجح على ما يبدو في توظيف معارفه الدينيّة لإقناع المحقّق بمذهبه وبإسقاط التهم عنه. لكنّه يعبّر أيضاً عن امتنانه لأهالي الحيّ الذين دافعوا عنهم عندما جاء عناصر التنظيم يستقصون أمرهم.
ويقول ثامر إنه لم يتعرّض للتعذيب الذي يرى أنّه اقتصر على الأشخاص المتّهمين بتهم خفيفة، لأن التنظيم لم يتكبد عناء تعذيب المتهمين بقضايا كبرى، بل كان يقودهم مباشرة إلى الإعدام. كما أنّه لا يعتقد أنّ هناك أناساً أخذوا إلى المحاكمات وعادوا بعدها إلى السجن.
بعد التحقيق معه، وبعد شهادات الجيران، تقرّر الإفراج عنه مع سائر أفراد العائلة، لكن فُرِض عليهم نوع من الإقامة الجبريّة حتّى استكمال التحقيقات.
أخرج ثامر إلياس حسين كيف أخرج من السجن معصوب العينين، لكنه رفض النزول من الحافلة والعودة إلى منزله دون عائلته، وهذا ما أجبر عناصر التنظيم على العودة به إلى السجن لإخراج نساء العائلة. ويروي كيف اكتشفت العائلة عند عودتها إلى المنزل أنّ العناصر سلبوا كل ما كان فيه.
أخيراً يحكي ثامر إلياس حسين عن المجازفة التي خاضها مع أمه وزوجته وأولاده في رحلة هروبهم من الموصل إلى كربلاء، مستعيناً بالتقارير الطبيّة الخاصة بحالة والدته الصحّيّة لإقناع التنظيم بأنه ينقلها إلى المستشفى في بغداد. ومع خوفهم الشديد من انكشاف أمرهم، عاش أفراد العائلة خطر الموت عندما تعرّضت بعض نقاط التفتيش التابعة للتنظيم لقصف بالطيران على مقربة منهم، لكنهم في النهاية وصلوا إلى وجهتهم سالمين.
يعتبر ثامر إلياس حسين تجربة اعتقاله هذه من أصعب لحظات حياته. ولا يظنّ أنّ الأب يمكنه أن ينسى في يومٍ من الأيام مشهد أبنائه الصغار وأولاد أخوته المختبئين تحت الطاولة عندما علموا أنّ عناصر التنظيم يقتربون من منزلهم. كما يؤكّد أنّ ابنه الذي يبلغ من العمر الآن 14 عاماً يعاني من الارتجاف، نتيجة الصدمة التي عاشها حينما كان تقريباً في الخامسة من العمر يوم اعتقاله.