المدينة: | الموصل |
تاريخ الولادة: | 1986 |
تاريخ الاعتقال: | 2000-2001 |
مدة الاعتقال: | خمسة وثلاثون يوماً |
أماكن الاعتقال: | سجن الجمارك، سجن الأحداث، الموصل |
اعتقل باسم محمد علي رشيد، لعمله في تهريب المحروقات، وقد كان في الـ 15 من عمره، لكن لا يذكر تاريخ اعتقاله بالضبط، إما في العام 2000 أو 2001. حينها أُخِذ إلى سجن الجمارك في الموصل ومنه نقل إلى سجن الأحداث، حيث أُدخِل قاعة كبيرة فيها ما يقارب 100 سجين، ومراقبَيْن اثنَيْن.
يقول باسم إنّ شعوراً غريباً سيطر عليه، فهو لا عهد له بالسجن وقد وجد نفسه بين متّهمين بالسرقة أو والقتل، وكانت تهمة التهريب بالنسبة إليهم بسيطة جداً.
يذكر باسم كيف كان يمضي وقته نائماً، أو يتمشّى في القاعة الطويلة وهو يعد البلاط في الأرضيّة ذهاباً وإياباً، حوالى 100 مرّة، لتمضية الوقت. في النهار كان السجانون يخرجونهم إلى باحة مشمسة لحوالي الساعتين، وعندما يعودون إلى الداخل يتم إحصاؤهم بطريقة فظّة وهم محشورون في الزوايا.
لم يكن في القاعة التي حُبس فيها سوى الفرش على الأرض، وكانت الحمّامات والمراحيض في الغرفة نفسها.
يؤكّد باسم أنّه خاف أن يتعرّض لأي أذى من السجناء معه، لذلك كان ينام في النهار بدل الليل، واتّخذ الحيطة مع صديقيه، وحاولوا أن يحموا بعضهم بعضاً. وكان النظام مفقوداً إلى حدّ كبير في القاعة التي عُين عليها سجين نافذ “أخلاقة سيّئة وكذلك معاملته”، ولذلك تفادى التقرّب منه أو التعامل معه. كما كان بين السجناء جواسيس يبلغون السجانين عند وقوع أي حادث أو أمر.
يؤكّد الشاهد أنه في سجن الأحداث لم يتعرّض للتعذيب، لكنه تلقّى صفعة في سجن الجمارك عندما أرادوا منه أن يعترف أين خبّأ زيوت السيارات.
الزيارات كانت مسموحة، في يوم محدّد وفي الباحة الخارجيّة، ومن دون تقييد اليدين. وعن الطعام يقول باسم إنهم نادراً ما أكلوا طعاماً معدَّاً في السجن، لأنّه كان سيّئاً جداً، بل تشارك مع صديقيه الطعام الذي كان يأتيهم من الأهل في موعد الزيارات.
لم تتوفر الرعاية الصحّية داخل السجن، وفق شهادة باسم، ومن يمرض يأخذ للفحص في الخارج ثم يعاد. أمّا النظافة فكانت شبه منعدمة مع أنّ القاعة كانت تُشطَف مرّة في الأسبوع.
من الأمور اللافتة التي عاينها، يذكر أن ابن أحد المسؤولين، وهو متّهم بقضية اغتصاب أو قتل، كان يلقى معاملة مميّزة. ومن الحوادث التي شهدها أيضاً، ضبط اثنين من السجناء يمارسان اللواط، ما أثار ضجّة في السجن، وقد أُخذا ولم يعادا.
في العموم يرى باسم أن سجن للأحداث، لم يخضع لخطّة إصلاحية ولم يحصل سجناؤه على توجيه ولا دعم نفسيّ، كما لم يشهد اهتمام أي جهة حكومية أو غير حكومية، مثل جمعيات حقوق الطفل وغيرها.
وعن خروجه يقول إنه دفع غرامة وصادروا سيّارته وخرج، ولولا ذلك لَصدر في حقّه حكمٌ قاسٍ. ترك باسم كلّ متاعه لصاحبيه اللذين لم يعد لزيارتهما ولم يعد يعرف عنهما شيئاً.