Testimony

رياض حمدان العلي

المدينة: الكشكيّة
تاريخ الولادة: 1987
عدد مرات الاعتقال: مرة واحدة
مدة الاعتقال: 11 يوماً
مكان الاعتقال: سجن حلاوة
تاريخ الاعتقال: كانون الأوّل/ ديسمبر 2015

رياض حمدان العلي ربّ أسرة مؤلّفة من سبعة أفراد، يعمل نجار باطون. اعتقله تنظيم “الدولة الاسلاميّة” (داعش) العام 2015 بسبب حيازته بندقية في منزله، واتُّهم بالقتال ضد التنظيم خلال معارك عشيرة الشعيطات في دير الزور، رغم إنكاره لذلك. 

عند مدخل سجن حلاوة، الذي اعتُقل فيه سابقاً، يستذكر رياض حمدان العلي لحظات الاعتقال الأولى، راوياً كيف عُزل عن سائر السجناء، لأن التنظيم كان قد طلبه بشكل خاص، ولذلك اقتيد مباشرة إلى التحقيق في الطابق العلوي.

أثناء حديثه، يُوضح أقسام السجن المؤلف من طابقين، خُصّص الطابق الأرضي منه لقاعات الاعتقال والزنزانات الانفراديّة، فيما كانت غرف التحقيق في الطابق العلويّ، مشيراً إلى أنّ هذا السجن كان للتوقيف المؤقّت، بينما يُنقل السجناء لاحقاً إلى سجنٍ آخر.

يقول رياض إن عدد المعتقلين عند دخوله إلى الزنزانة كان حوالي 60 شخصاً، مستذكراً كيف التقى أخاه معتقلاً في إحدى القاعات.

خضع الشاهد للتحقيق مرّة واحدة عند دخوله السجن، حيث ركّز المحققون على اتهامه بتأمين السلاح للفصائل التي كانت تقاتل التنظيم، كما سُئل عن أبرز أسماء المقاتلين في معارك الشعيطات. لكن رياض أصرّ على إنكار مشاركته وأكد أنه باع في وقت سابق البندقية التي كان يمتلكها.

ويذكر رياض أنه تعرّض للتعذيب لكماً وصفعاً بالأيدي وضرباً بخراطيم المياه فقط. لكنه سمع عن أساليب تعذيب أخرى، مثل تعليق المعتقلين لساعات طويلة أو أيام. وكثيراً ما كانت أصوات التعذيب في الطابق العلوي تصل إلى المعتقلين في الطابق الأرضي، بحسب كلامه، مؤكداً أنّ التعذيب كان ممارسة انتقامية أكثر منه وسيلة لسحب المعلومات.

وعن السجّانين، يقول الشاهد إنّهم كانوا دوماً مقنّعين لإخفاء هويتهم الحقيقيّة، وكانوا يتبدّلون على الدوام. لافتاً إلى أنّهم جميعاً اعتمدوا ألقاباً بدل أسمائهم الحقيقية، مثل “أبو عبيدة” و”أبو هاجر” و”أبو البراء”. ولم يعرف هو الفرق بين “الأمير” و”الوالي” وغير ذلك من التسميات، مشيراً  إلى أن الزيارات لم تكن مسموحة.

يتحدث الشاهد أيضاً عن حياة السجناء اليومية داخل القاعتين اللتين احتُجز فيهما، حيث كانت كل قاعة تحوي فُرشاً اسفنجية وأغطية، محدّداً مكان نومه ومكان المطبخ وتناول الطعام.

وعن ظروف النظافة يقول إنّ الماء كان متوفراً في السجن، لكنه كان بارداً حتى في أوقات الاستحمام. ومع ذلك استطاع السجناء شطف أرضية القاعة وجلي أوعية الطهي والطعام باستخدام سائل الجلي فقط. أما الحمام فكان مفصولاً عن القاعة بستارة وهو ما أفقد السجناء خصوصيتهم عند دخوله.  

وبحسب الشاهد، فإن الرعاية الصحية لم تكن متوفرّة بالشكل المطلوب، حيث توفرت الأدوية من المُصادرات التي استولى عليها التنظيم من الصيدليات. واقتصر الأمر على إعطاء المساجين كيساً من الأدوية يختار منه أصحاب الخبرة الدواء المناسب لمن يحتاجه.

أما عن قصّة خروجه من سجن حلاوة، يقول رياض إنها ترافقت مع تعذيب وترويع نفسيّ، حين جاء سجّانان وأمراه أن يركع في مشهدٍ بدا حينها وكأنه سيُعدم، لكن بدلاً من ذلك نقلوه في سيارة إلى منطقة قريبة من منزله وأطلقوا سراحه. ليكون هذا المشهد واحداً من الآثار النفسية “السيئة” التي خلّفها بقاؤه 11 يوماً في سجون داعش.