سجن مكتبة الأوقاف المركزيّة

يقع السجن في منطقة النبي شيت بمدينة الموصل، داخل مبنى مكتبة الأوقاف المركزية التي تُعتبر من أعرق المكتبات العراقية منذ تأسيسها العام 1972، كونها ضمت كتباً ومخطوطات نادرة. بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الموصل العام 2014، استولى على المكتبة وصادر الكتب الموجودة، ثم حوّلها سجناً أمنيّاً للمعتقلين من عناصر في الجيش العراقي و”البيشمركة”. يقول معتقلون سابقون في مكتبة الأوقاف، ممّن التقاهم متحف سجون داعش، إنّ السجن كان سريّاً للغاية ومحكم الإقفال بأبوابٍ حديدية بدلاً من الخشبيّة، كما كانت النوافذ مطلية باللون الأسود لحجب الرؤية عن المعتقلين. ويستذكر الشهود حادثة قطع رؤوس جنود “البيشمركة”، التي نفّذها التنظيم عند مداخل جسور الموصل قبل انسحابه منها العام 2017، لافتين إلى أن الجنود كانوا معتقلين في سجن المكتبة المركزية بعد أسرهم في معركة تلكيف. بعد خروج التنظيم من الموصل العام 2017، عادت المكتبة إلى سابق عهدها، لكن لم تعد تحوي كتباً مهمّة تُذْكَر، واعتمدت على تبرّعات المنظَّمات الاجتماعية وسائر الناس بالكتب والمراجع، بعد أن كانت مخزناً لأهمّ الكتب والمخطوطات النفيسة.