يقع السجن في شارع الكورنيش السياحي بمدينة الموصل، داخل مركز شرطة “النجدة النهرية”، التابع لمديرية شرطة محافظة نينوى، ووظيفته مراقبة نهر دجلة تحسُّباً لحدوث فيضانات وكوارث وغرق. بعد شهر من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على المدينة في حزيران/يونيو العام 2014، حُوِّل المركز سجناً للمعتقلين من مدراء ومسؤولي المؤسسات الحكومية، والمواطنين ممن لهم علاقات عمل أو صداقة مع أشخاص من الطائفة المسيحية أو من “الشبك” (وهم أقلية سكانية تتركّز إقامتها في سهل نينوى بالموصل). كما اعتقل التنظيم في السجن عناصره ممن اتُهموا بمخالفات معينة، مثل سرقة المنازل المصادرة. وبحسب شهود، خصص التنظيم جزءاً من المبنى كمحكمة للشؤون العقاريّة، بعد مصادرته أموال وعقارات وبساتين ومواشي، من المسيحيين والشيعة والإيزيديين وسائر من أسماهم “المرتدّين”. يقول معتقلون سابقون في مركز “النجدة النهرية” التقاهم متحف سجون داعش، إن السجن شهد عمليات تعذيب وإعدام، وحالات ابتزاز وضغط نفسي عبر تهديد المعتقلين الذين تربطهم علاقات بأشخاص مسيحيين، بتطليق زوجاتهم منهم. ومع خروج التنظيم من الموصل العام 2017، رمّمت مديريّة شرطة نينوى المبنى، وأعادته إلى سابق عهده مركزاً لشرطة “النجدة النهرية”، بعد إضافة غرف نقّالة إليه (كرفانات).