يقع هذا السجن في حي الضباط بمدينة الموصل، وهو في الأساس مبنى مدرسة “إيشق” التركية التي تأسست العام 2008، وأنشأت لها فروع عدة في العراق. بعد شهرين من دخوله مدينة الموصل في حزيران/يونيو العام 2014، حوّل التنظيم مبنى المدرسة إلى محكمة ليليّة وسجن مخصص لعناصر الشرطة والضباط في الجيش العراقي، والأشخاص الذين ترشحوا للانتخابات قبل سيطرته على المدينة بشهرين. أجرى التنظيم تغييرات في المبنى المؤلف من طابقين، شملت بناء أربع غرف نقالة على السطح (كرفانات)، وخصصها لعمليات التعذيب والقتل. يشير سجناء سابقون في مدرسة “إيشق” التقاهم متحف سجون داعش، إلى أن جميع إجراءات التحقيق والتعذيب وإصدار الأحكام وتنفيذها كانت تجري ليلاً، فيما تركزت أساليب التعذيب على قلع أظافر قدمي المعتقل بالكمّاشة، وثقب الأرجل بالمثقب الكهربائي. مِن أبرز الذين ارتبط اسمهم بهذا السجن كان “أبو عائشة” أو “حجي زيد”، وهو القاضي المسؤول عن السجن وسُمِّي بقاضي القضاة، رافقه “أبو برزان” الذي عُيّن في منصب “أمير مفرزة الإعدامات”، ومجموعة من السجانين بينهم “أبو بارق” و”أبو أسعد”. وبحسب الشهود، فإن قائد “مفرزة الإعدامات” في السجن كان يملك صلاحية الإجهاز على أي معتقل أثناء التحقيق معه، وذلك بإطلاقه رصاصة في رأسه بشكلٍ فوريّ. بعد انسحاب تنظيم “الدولة” من الموصل العام 2017، رُمم مبنى المدرسة وأصبح مقراً لشركة مقاولات خاصة.