يقع السجن في حيّ المثنى بمدينة الموصل، في مبنى “منتدى شباب ورياضة الحدباء” الذي بُني العام 1970، ويعدّ من المؤسّسات الرياضية العريقة في المدينة. لكن بعد سنة ونصف من سيطرته على الموصل العام 2014، حوّل تنظيم “الدولة الإسلامية” المنتدى سجناً، بناءً على أمرٍ من “مفتي داعش” الملقب “أبو أيوب العطار”، مستغلاً مساحة القاعات الواسعة. تنوَّعَت التّهم الموجَّهة إلى المعتقلين في هذا السجن بين “التخابر” لصالح القوى الأمنية، ومحاولة الهروب من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، وشتم “الخليفة والخلافة”. وبحسب معتقلين سابقين التقاهم متحف سجون داعش، عاقب التنظيم المتهمين بشتم قادته عبر حرق ألسنتهم بقطعة حديد محماة، ومنهم رجل طاعن في السن وأبناؤه الثلاثة، على أثر اتّهامهم بشتم الزعيم السابق للتنظيم “أبو بكر البغدادي”. ويقول الشهود إن عمليات التحقيق كانت تجري بعد ربط يدي المعتقل إلى الخلف وتغطية عينيه، وأمره بالركوع على ركبتيه. أبرز الأسماء التي ارتبطت بالسجن كان “أبو أيوب العطار” الذي عُيّن قاضياً شرعياً فيه، رافقه مجموعة من السجانين أغلبهم من طلابه. بعد هزيمة التنظيم في الموصل العام 2017، رُمم المبنى وعاد لسابق عهده مركزاً لمنتدى الشباب والرياضة.