يقع السجن في شارع الفاروق بمدينة الموصل، وهو في الأساس مركز التكية النقشبندية التي يعود بناؤها إلى الزمن العثماني من العام 1844، إذ كانت من أبرز تكايا العراق التاريخيّة الأثرية، (التكايا هي أماكن كان يقيم فيها المنقطعون إلى التعبُّد من المتصوفين كما تخصَّص لخدمة عابري السبيل). بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الموصل العام 2014، وضع يده على التكيّة كونها مركز تجمع “الصوفية” التي اتهم أتباعها بـ “الشرك”، ثم حولها سجناً بعد تحصين نوافذها وأبوابها. كما استولى التنظيم على المنزل المجاور للتكيّة، وجعله مقراً لمن أسماهم “المهاجرين الجدد” الذين بايعوه. ضم السجن في حينه معتَقلين متَّهمين بـ “التخابر” لصالح الجيش العراقي، وآخرين منتمين إلى “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، وضباطاً في الجيش وعناصر شرطة ومحامين. وبحسب معتقلين سابقين، إن التنظيم قسّم التكيّة إلى مهاجع وغرف تحقيق وتعذيب وغرف إداريّة، ورووا أن المعتقل كان يُعرض على القاضي بعد تقييد يديه وعصب عينيه، وسط تهديدات بالإعدام. أبرز الأسماء التي ارتبطت بهذا السجن كان القاضي المسؤول “أبو جابر”، رافقه سجانون مسؤولون عن التعذيب وتنفيذ الأحكام. وبعد خروج التنظيم من الموصل العام 2017، أصبح مبنى التكية مقراً تابعاً للاستخبارات العراقية.