يقع السجن في منطقة الدواسة بمدينة الموصل، داخل مبنى “جمعية المحاربين القدماء” الذي بني على ضفاف نهر دجلة العام 1951، ليكون أول جمعية محاربين في الدول العربية هدفها خدمة العسكريين المتقاعدين وعوائل الشهداء. بعد سيطرته على المدينة العام 2014، قسّم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) هذا المبنى إلى جناحَيْن، اتّخذ أحدهما “محكمة شرعية” لإبرام عقود الزواج والطلاق والميراث، وجعل الآخر سجناً للمتهمين بقضايا متنوّعة. لكن أغلب المعتقلين كانوا من ممثلي العشائر، إلى جانب ضباط في الجيش العراقي وعناصر الشرطة وموظفي هيئة الانتخابات، ومنهم من كانت تهمته “التخابر” لصالح القوات الأمنية. يقول معتقلون سابقون في سجن الجمعية، التقاهم متحف سجون داعش، إن عمليات التحقيق والتعذيب كانت تجري بعد منتصف الليل، واستعمل فيها السجّانون أدواتٍ حادة لإدخالها في مناطق حساسة من جسم المعتقل، الذي كان في الغالب مكبَّلاً ومعصوب العينين. مِنْ أبرز الأسماء التي ارتبطت بهذا السجن كان “أبو عائشة” الذي عُيّن قاضياً مسؤولاً عن السجن، يرافقه “أبو إسلام” بصفة “أمير مسؤول” ومجموعة من السجّانين المسؤولين عن التعذيب. وبعد خروج التنظيم من الموصل عام 2017، رُمم المبنى مجدداً وعاد لسابق عهده كمقر لـ “جمعية المحاربين القدماء”.