يقع السجن في حي الشفاء بمدينة الموصل، داخل المشفى الجمهوري الذي تأسس العام 1938 ليكون من أوائل المؤسسات الطبية في المدينة، مشكلاً مجمعاً طبّياً مع مدرسة التمريض وكلية الطب، إضافة إلى عدد من المشافي والمراكز الطبية الأخرى. بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الموصل العام 2014، حوّل سرداب المشفى، الذي تبلغ مساحته 240 متراً مربعاً، إلى سجن، ضم ضباطاً وعناصر سابقين في الجيش العراقي، وأشخاصاً اتُهموا بـ “الاستهزاء بالقرآن وتحريفه”. يشير معتقلون سابقون في سجن “المشفى الجمهوري” إلى أن نسبة الرطوبة كانت مرتفعة جداً فيه بسبب عدم وصول أشعة الشمس إليه، ما أدّى إلى انتشار الأمراض بين المعتقلين، وسط غياب الرعاية الصحية. ويُذكَر أنّ طريقة “الشَبْح” كانت إحدى أبرز أشكال التعذيب في هذا السجن، عبر رفع المعتقل وربط يديه بآلة معلّقة في السقف، مع الضرب المبرح بقطعة حديدية على كل أنحاء جسمه. وبحسب الشهود، فإن عمليات التحقيق كانت تجري بعد ربط يدي المعتقل إلى الخلف وتغطية عينيه، وأمره بالركوع على ركبتيه. أبرز الأسماء التي ارتبطت بهذا السجن كان القاضي “أبو حارث”، الذي عُيّن مسؤولاً عاماً عنه، وقد كان سابقاً ضابط استخبارات في عهد صدام حسين. تعرّض المشفى لدمار كبير إثر معارك استعادة الموصل التي استمرت عدة أشهر، وبعد خروج التنظيم عام 2017 نُقل مستشفى العذبة الميداني ليكون موقعاً لمستشفى الجمهوري.