يقع السجن في حي الجوسق العريق المطل على نهر دجلة بمدينة الموصل، داخل مقر القنصلية التركية، الذي بني العام 1965. عند سيطرته على الموصل العام 2014، حوّل تنظيم “الدولة الإسلامية” مبنى القنصلية سجناً أمنيّاً بعد إجرائه تغييرات على بعض قاعاته وتحصينه، كما أنشأ خمسة أقفاص حديدية انفرادية في ساحته الخلفية، كإحدى وسائل تعذيب المعتقلين تحت أشعة الشمس. يوصف هذا السجن بأنه أحد أكثر سجون التنظيم دموية، وفق شهادة معتقل سابق فيه التقاه متحف سجون داعش، إذ شهد إعدامات جماعيّة لضبّاط سابقين في الجيش العراقي ولِعناصر سابقين في الشرطة المحلية والاتحادية. التّهمة الأساسيّة التي كانت تُوجّه إلى المعتقلين في هذا السجن هي أنهم “عسكريّون مرتدّون”، بحسب تصنيف السجّانين، وذلك بسبب عملهم تحت إمرة حكومة نوري المالكي. ويؤكّد الشاهد أنّ جميع المعتقلين في هذا السجن أُعدموا، ولم تنجُ سوى قلة منهم مِمَّنْ دفعوا مبالغ كبيرة. وحول أساليب التعذيب، يستذكر الشاهد تجريد المعتقل من ملابسه ووضعه على كرسي حديديّ بزوايا حادّة، ثمّ يقف السجّان على فخذَيْه حتى تدخل الزوايا الحديديّة في جسمه وتمزقه، فيما يضربه سجّان آخر على رأسه. ويتحدّث الشاهد عن انعدام الرعاية الصحية بشكل كامل، ما أدّى إلى تدهور أوضاع المعتقلين الذين كانوا يقيمون في غرف لا تدخلها أشعة الشمس ولا الهواء، وبالتالي عانى أغلبهم من الأمراض الجلدية والجرب. بعد خروج التنظيم من الموصل العام 2017، رُمِّم المبنى واعتُمِد مكتباً “للصليب الأحمر العراقي”، أمّا القنصليّة التركيّة فقد نُقِلَت إلى مبنى جديد في حي الفيصليّة.