يقع السجن في منطقة الفيصلية بمدينة الموصل، وهو في الأساس مبنى مدرسة ثانوية شُيِّدت العام 1959، وحُوّلت سجناً بعد الغزو الأمريكي للعراق العام 2003. خصصت القوات الأمريكية هذا السجن لاعتقال متهمين بقضايا أمنية والمصنَّفين كـ”إرهابيين”، وقد احتُجزوا فيه بشكل مؤقت قبل محاكمتهم، ثم نُقلوا إلى سجون أخرى. وعند سيطرة تنظيم “الدولة الإسلاميّة” على الموصل العام 2014، استولى على السجن واعتقل فيه عدداً من أبناء المدينة بتهم أمنية. وأبقى على التقسيمات الهيكلية الموجودة فيه، خصوصاً أنّه كان مهيئاً ومجهزاً مسبقاً كسجن. وفق شهادة أحد المعتقلين السابقين في سجن التّسفيرات، مِن الذين التقاهم متحف سجون داعش، فقد عيّن التنظيم “أبو حارث” قاضياً في السجن ، وهو عنصر سابق في استخبارات نظام صدام حسين. كما عيّن “أبو برزان الحديدي” مساعداً له. يقول الشاهد إن غالبية المعتقلين لم يُعرضوا على القاضي بشكل منفرد، بل كان أبو برزان يدخل عليهم ليلاً ليشتمهم ويصفع من يجادله منهم. ويستذكر حادثة إعدام أحد المعتقلين في ساحة السجن على مرأى من الجميع، بعد أن أصدر القاضي حكماً بقطع رأسه. وحول أساليب التعذيب، يذكر الشاهد وجود قاعة تعذيب نُقل إليها كل من يجادل حول الدروس الدينية التي فرضها التنظيم على المعتقلين. لافتاً إلى أن المعتقل كان يقضي ثلاثة أيام في القاعة، ثم يعود إلى المهجع وآثار التعذيب واضحة على جسده. بعد انسحاب التنظيم من الموصل العام 2017، أُعيد ترميم سجن التّسفيرات الذي تعرض للدمار في معارك استعادة المدينة، وأصبح سجناً مؤقتاً تابعاً لجهاز مكافحة الإرهاب في الحكومة العراقية وما يزال حتى اليوم.