يقع هذا السجن في حيّ المعادية في بلدة أبو حمام التابعة لناحية هجين في محافظة دير الزور على الضفة اليسرى لنهر الفرات، والتي يسكنها أهالي عشيرة الشعيطات.
كان السجن في الأساس مبنى مؤلفاً من عشر غرف، ثلاثٌ منها مطلّة على الشارع استُعمِلت محالاً تجارية، وخصّصت الغرف المتبقية للسكن وتخزين البضائع.
في مطلع العام 2015 استولى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على المبنى وحوّله سجناً أمنياً اعتقل فيه الأشخاص المتهمين بانتمائهم إلى خلايا مناوئة للتنظيم، أو بالاتّجار بالدخان، وآخرين ممَّن امتلكوا شبكات إنترنت سرية أو حاولوا الهرب خارج مناطق سيطرته.
تألّف السجن من أربع زنزانات انفراديّة (منفردات) وقاعة توقيف واحدة استُخدمت في سنوات محددة كقاعة تعذيب، كما ضمّ غرفة للقاضي الشرعي، وخُصص الموزع لعرض إصدارات التنظيم، بينما استُعملت قاعات أخرى كغرف استراحة لعناصر التنظيم ومخازن للأسلحة. كما أضاف عناصر التنظيم منفردات مكان المستودع الخارجي، ودعّموا الأبواب الخارجية بحديد سميك كما سدّوا بعض الشبابيك.
في العام 2015 أدار السجن “أبو محمد الجزراوي” وعاونه محقّقون وسجّانون، منهم “أبو عائشة” و”أبو فاطمة”، إلى جانب قاضٍ شرعي تواجد في السجن أحياناً. وفي العام 2017 أداره قياديّان تونسيّان من التنظيم لُقبا بـ “أبو الفاروق” و”أبو محمد”.
اعتمد “متحف سجون داعش” في دراسته هذا السجن على مقابلة صوتية أجراها فريقه مع صاحب المبنى، وعلى مقابلتَيْن صوتيتين مع معتقلَين سابقَين في السجن بين العامين 2015 و2017، وقد فضّلا عدم الكشف عن صورتهما خوفاً من وجود خلايا نائمة للتنظيم. وقد عُرضت على الشاهدين الجولة الثلاثية الأبعاد المصوّرة للسجن كاملاً، كي يقدما أوصافاً دقيقة عن استعمالات الغرف وتجاربهما فيه.
كما أجرى فريق المُتحَف تحليلاً معمارياً وهندسياً للمبنى عبر إعادة رسم مخطّطاته واستكشاف التغيّرات أو التخريبات التي ألحقها التنظيم به عندما حوّله سجناً، واعتمد منهج المقارنة مع سجون أخرى للتنظيم في بلدات الشعيطات.
أخيراً استطاع أصحاب العقار استعادته في كانون الثاني/يناير العام 2018 بعد سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على بلدة أبو حمام. وعند عودتهم إليه وجدوا بعض الآثار والمقتنيات التي تركها التنظيم مثل معدات الطبخ والكتابات على الجدران، لكن لم يعثروا على أية وثائق أو ثبوتيات.
“متحف سجون داعش” وثّق في بلدة أبو حمام سبعة سجون وثماني مقابر جماعية، ثَبُتَ وجودها في البلدة حتى تاريخ إعداد هذا الملف.